responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم المؤلف : الطويل، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 88
الفصل الرابع
أمريكيا والمشروع الصهيوني
كان دافيد بن جوريون والزعماء الصهاينة الآخرين يعلمون، عندما أعلنوا عن قيام دولة إسرائيل في عام 1948 م، بأنه لا بد من وجود حليف قوى يقوم بحماية هذه الدولة الوليدة، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة المؤهلة للقيام بهذه المهمة بعد أن خرجت من الحرب العالمية الثانية كأقوى قوة في العالم، وأصبحت تلعب دوراً رئيساً في تشكيل السياسة الدولية. وهذا لا يعنى أن بريطانيا قد تخلت عن دعم إسرائيل، أو أن أمريكيا كانت غائبة عن دعم مطالب الحركة الصهيونية في فلسطين قبل ذلك. كلا، إن هذا التغير فرضته المتغيرات الدولية، بحيث أصبحت أمريكيا تحتل مركز الصدارة في دعم الحركة الصهيونية بعد الحرب العالمية الثانية. فأمريكيا مثلها مثل بريطانيا ذات أغلبية بروتستانتية، تغلغلت في تفكير مواطنيها الأفكار والنبوءات التوراتية الخاصة بعودة اليهود إلى فلسطين كمقدمة لعودة المسيح المنتظر، حتى قبل ظهور الحركة الصهيونية بفترة كبيرة من الزمن.

هجرة البروتستانت إلى أمريكيا
عندما بدأ الاستيطان الأوروبي لأمريكا كان معظم المهاجرين الجدد من البروتستانت، الذين فروا من الاضطهاد الديني الذي ساد أوروبا في ذلك الوقت، حيث هاجر إلي أمريكيا كثير من البيوريتان المتدينين، فراراً من الاضطهاد الديني الذي ساد إنجلترا أثناء حكم آل ستيوارت [1]، حيث كانوا ينظرون إلى أنفسهم من منطلق خاص بهم. "فعلى غرار الخروج الجماعي المذكور في العهد القديم والذي هرب فيه اليهود من مصر ورحلوا إلى ارض جديدة وعدهم الرب بها، نظر البيوريتانيون لأنفسهم على أنهم الشعب المختار الجديد، ونظروا إلى العالم الجديد على انه إسرائيل الجديدة. أما العالم القديم بالنسبة لهم، فكان هو مصر التي فروا منها. لقد

[1] المدخل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية - ج1ـ د. محمد النيرب - ص33
اسم الکتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم المؤلف : الطويل، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست