responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم المؤلف : الطويل، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 259
الجيوش والمذابح، وتقسيم العالم إلى طاهر ونجس، إلى مختار ومستعبد، اله بولس الغيور المنتقم "إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً" (رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكى [1]ـ6) [1].

فكرة العودة الثانية للمسيح
لأن بولس نظر إلى السيد المسيح ودعوته من منظار يهودي فقط، باعتبار المسيح هو المخلص والملك المحارب الذي سيفدى المؤمنين، كان لابد من اختراع فكرة العودة الثانية، لينجز المسيح في هذه العودة ما لم يتمكن من انجازه في ظهوره الأول، وهو قيادة المعركة النهائية بين الخير والشر في عودته الثانية، والتي أعتقد بولس أن هذه العودة ستحدث في حياته. وفي هذا النطاق من تفكير بولس لم ير حاجة لعمل إصلاحات اجتماعيه، ولا لتكوين نظام اجتماعي جديد، حيث لم يتوقع أن يستمر العالم بعده، ومن الطريف أنه على عكس ما توقع كان لرسائله دور كبير في تكوين مجتمعات المستقبل التي لم يتخيل أنها ستكون أصلاً. كان يظن أنه بنهاية العالم في أيامه، سيعود المسيح فوق السحاب على صورة ابن الإنسان المذكور في الفصل السابع من سفر دانيال، وكان المفترض على المسيح في ظهوره المجيد الثاني، أن يقضي على الإمبراطورية الرومانية، وينشئ بدلاً منها مملكة الله على الأرض، وتوقع بولس أن يكون معظم معاصريه على قيد الحياة، لمشاهدة المجيء الثاني للمسيح حسب ما جاء في رسائل بولس: " ثم نحن الأحياء والباقون سنلتقي معاً في السحاب لملاقاة الرب عيسى ـ في الجو" [2].
وقد علق علي ذلك أحد الباحثين بقوله: "كان ظن بولس أن المسيح سيعود ويظهر لصحابته وأنصاره المخلصين في القدس، حيث المفترض أن تنشأ إسرائيل جديدة، ولم يدر في ذهنه أنه ستنشأ كنيسة مسيحية بكوادرها من رجال الدين البطاركة والقسس والشماسين مع كتاب العهد الجديد، فتستمر كل يوم أحد أسبوعاً

[1] نحو حرب دينية؟ جدل العصر / روجيه جارودى ص175
[2] رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي 4/ 17
اسم الکتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم المؤلف : الطويل، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست