ثانيًا: ترتيب الكلام ترتيبًا منطقيًّا يبدأ فيه بالأفكار البسيطة السهلة، ثم يتدرج حتى يصل إلى قمة ما يريده، وفي القمة يبدو انفعاله وقوة صوته وقوة عبارته جميعًا.
ثالثًا: الوضوح؛ فلا يُسئم السامع بالتعقيد والغموض، فإن ذلك يصرف الأذهان عن متابعة الخطيب.
ثالثًا: الخاتمة أو النتيجة، وهي خلاصة ما يتوصل إليه الخطيب من موضوع الخطبة، والخاتمة لها أهمية كبرى من حيث أن لها الأثر الأكبر والأخير في نفوس السامعين؛ لأنها آخر شيء من الخطبة يبقى في آذانهم وأذهانهم، وفيها تتركز مشاعرهم وتتجمع عواطفهم، وكأن الخطيب يقول لهم فيها: هذه آرائي فما رأيكم فيها، وهذه وجهة نظري فما حكمكم عليها؟ وهي التي يتلوها عادة أخذ الأصوات في الخطب البرلمانية تأييدًا للحكومات أو معارضة لها، وإصدار حكم القضاة في الخطبة القضائية إما بالبراءة أو الإدانة، وخشوع السامعين لخطب الوعظ الديني بتأثرهم أو عدمه، وتقدير السامعين للخطيب والمحتفل به في الخطب الحفلية أو عدمه.
إذًا فالخاتمة إن كان وقعها حسنًا انسحب ذلك على الخطبة حسنًا، وإن كان وقعها سيئًا انسحب ذلك على الخطبة كلها، وساء الأثر وضاعت الغاية المنشودة والأمل المرجو والأمر المبغي، لذلك يجب أن يكون في الخاتمة من جمال التعبير وحسن الانسجام، وجودة المعنى وإصابة الغرض، ولطف المقطع وإحكامه ما يبقي أحسن الآثار وأحكم الأفكار.