التبليغ والدعوة هي خير الطرائق وأحسنها، ولو كانت هذه الجماعة عفوية في تنظيمها، محدودة في أهدافها، جامدة في طريقتها، قاصرة في وسائلها، مقتصرة في الدعوة على بعض ما جاء في هدي نبيها -صلى الله عليه وسلم-.
علمًا بأن الدعوة الإسلامية حينما قامت في القرون الماضية قامت على النظام، وحين انطلقت انطلقت على الشمول، وحين انتشرت في الآفاق انتشرت على الأسلوب الحكيم، والوسائل المتطورة بل حققت الدعوة الإسلامية خلال العصور وعلى مدار التاريخ أعظم الأهداف السياسية، وأسمى الأمجاد التاريخية؛ في بناء العزة للإسلام وامتداد رفعة الدولة في حياة المسلمين.
ولكن ما علاج الغرور في الدعاة؟
على ضوء ما ذكرناه من تعريف للغرور، ومن ذمه في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن إدعاءات المغترين العريضة: على الداعية إذا أحس من نفسه أنه سوف ينزلق في متاهات الغرور، ويقع في حبائله فليُسارع جَهده إلى معالجته واستئصال شأفته؛ خشية أن يفضي فيه من حيث يعلم أو لا يعلم إلى زهو الكبر وغطرسة الاستعلاء.
وخطوات المعالجة هي كما يلي:
أولًا: أن يعرف الداعية حقيقة أمره وقدر نفسه، ومبلغ علمه ومنزلته؛ فلا يَدّعي لشخصه ما ليس فيه، ولا يُعطي لذاته حجمًا أكثر مما تستحق، فـ ((رَحِمَ اللهُ امرءًا عرف قدر نفسه))، فوقف عند حده. وعلى هذا الداعية أن يكثر من قراءة أخبار السلف الصالح، وما تميزوا به من ورع وتقوى، وتواضع وأدب، واستقامة وصراحة، واعتراف بأقدار أنفسهم، وحقيقة أحوالهم، وإمساك عن الفتيا فما لا