responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطابة المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 224
المشركين من إنكار البعث والنشور، فقد قالوا: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} (ق: 3) خالف ذلك الدين الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- في آدابه وشرائعه كثيرًا مما كان عليه المشركون في الجاهلية، وحرم الدعوة إلى العصبية الجاهلية فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ليس منا من دعا عصبية، أو قاتل على عصبية)).
وإن شئتَ أن تعرف خلاصة ما جاء به ذلك الدين مخالفًا ما كان عليه العرب في جاهليتهم، فاستمع إلى ما روي عن جعفر بن أبي طالب، إذ قال مخاطبًا النجاشي ملك الحبشة: "أيها الملك، كنا قومًا أهلَ جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفته، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الرحم وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات الغافلات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنا به، فعَدَى علينا قومُنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى أرضك".
جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- فخالف العرب قاطبةً في كل ما كانت عليه من عبادة، فكان طبيعيًّا أن تحدث دعوته هذه حركة فكرية جدلية واسعة النطاق، وأن تكون شاغلًا للذهن العربي حقبةً طويلةً من الزمان، بل إن الإنسان لا يعدو الحقيقة إذا قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمجرد أن دوى صوته الرهيب في الجزيرة العربية، مناديًا العرب

اسم الکتاب : الخطابة المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست