responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : الخطيب، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 250
متحكما في حريته السياسية والاقتصادية متسلطا على عقيدته بالمبشرين وما لهم من مؤسسات ومدارس تفتن المسلم في دينه، وتشوش على عقيدة العوام، وعلى الصغار الذين يدخلون هذه المؤسسات وتلك المدارس وهي في حمى المستعمر. وكان من آثار هذه الدعوة ضد الاحتلال الإنجليزي أن قامت الثورة العرابية بقيادة أحمد عرابي ضد والي مصر، الذي يمالئ المستعمرين ويستظل بظلهم.. وكان من هذا أن استعان الخديوي بالإنجليز الذين دخلوا مصر، وتمكنوا منها وبسطوا نفوذهم عليها.. فنفوا أحمد عرابي، والأفغاني، والشيخ محمد عبده من مصر. وقد لقي الشيخ محمد عبده وتلاميذه ما لقي جمال الدين الأفغاني من ذوي العقول المغلقة والقلوب المريضة من رمي بالتهم الباطلة والأقاويل المفتراة من الكفر والإلحاد، ولكنه مضى في طريقه غير ملتفت إلى تهديد أو وعيد، حتى وجدت دعوته أنصارا وقفوا إلى جانبه، وحملوها من بعده، وكان منها هذا النور الذي دخل الأزهر بعد أن سكنه الظلام دهرا طويلا. وهناك في السودان حركة عبد الله المهدي، التي بدأت سنة 1838م أي بعد نحو قرن من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وهي حركة دينية سياسية، أو هي حركة سياسية تحت راية الدين.. إذ كانت ثورة على الاستعمار الإنجليزي الذي جثم على السودان. يدعو فيها المهدي إلى الجهاد في سبيل الله لتحرير البلاد من الكفار وتحرير المسلمين من قيود الاستعمار، وفي ذلك تمكين للدين، وتثبيت للعقيدة، وحماية للشريعة مما يدخله المستعمرون على المسلمين من معتقدات فاسدة، وقوانين وأحكام مستوردة تخالف شريعة الله وقوانين السماء، ومن صور للحياة يلبس فيها المسلم ثوب المستعمر الذي أصبح متحكما في أمور حياته كلها. وقد كانت الحرب التي أعلنها المهدي على الاستعمار حربا دينية يقاتل فيها المسلم أعداء دينه.. ومن هنا كان هذا الاستبسال والاستشهاد من أتباع المهدي الذين قاتلوا

اسم الکتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : الخطيب، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست