اسم الکتاب : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 50
هذا هو موضوعنا.
إنه ينبغي لنا أن نتصور الفكرة هدفاً يصوب إليه الاستعمار مدفعيته: فالفكرة هدف يمكن إصابته، منفصلة أو متصلة بصاحبها.
ولسنا نريد هنا أيضاً أن نعالج الموضوع في رحابته وسعته، وإنما نريد فقط، أن نلقي عليه ضوء تجربة خاصة نرى خلالها كيف يستخدم الاستعمار الوسائل العلمية في الصراع الفكري في حالة معينة. إننا نراه يصوب مدفعيته على اسم كاتب ليصيب فكرته إصابة، يصبح الاسم معها نقطة القياس لتوجيه خط النار لمدفعيته.
إننا نعلم أن الترسانة الاستعمارية التي تعد سلاح الصراع الفكري، مزودة بمختلف أنواع القذائف، ولكن نريد وصف نوع خاص منها، يمكن أن نقول إن مكتشفه هو العالم الروسي بافلوف، اكتشفه حينما قام، على ضوء تجاربه المشهورة، علم النفس التجريبي، الذي يهتم بدراسة رد الفعل المنعكس ( Réflexologie).
وربما أوردنا ضمناً، إشارة إلى هذا الموضوع في القصة التي ذكرناها عند الحديث عن الكتاب الذي نشر بالجزائر، فإن القارئ أدرك لا شك بين السطور أن ردود الأفعال التي تقبلته بها الصحافة (المناضلة)، كانت في الواقع طلقات من مدفعية الاستعمار، بقذائف من نوع خاص: النوع الذي يحدث في الرأي العام شيئاً من النفور نحو الكتاب.
فالقصة نفسها، تدخل في نطاق الأسلوب العلمي الذي يتبعه الاستعمار في الصراع الفكري، وتعطينا فكرة عامة أو مقدمة، عن كيفية استخدام بعض قواعد علم النفس في هذا الصراع، كما سنشرح ذلك بشيء من التفصيل فيما بعد.
وربما عرضت للقارئ إشارة إلى هذه القصة في الترجمة العربية للكتاب
اسم الکتاب : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 50