responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 54
الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. [1] ..
وعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي نِسْوَةٍ وَقَدْ مَرَّ بِنِسَاءٍ، وَقَدْ عَلَّقَ فِي شَجَرَةٍ وَاضَّجَعَ تَحْتَهُ يَلْتَمِسُ بُرْدَهُ، وَهُوَ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، لَوْ دَعَوْتَ الله فَكَشَفَ عَنْكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. (2)
وأما الذين يفتنون المؤمنين، ويعملون السيئات، فما هم بمفلتين من عذاب اللّه ولا ناجين. مهما انتفخ باطلهم وانتفش، وبدا عليه الانتصار والفلاح. وعد اللّه كذلك وسنته في نهاية المطاف: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا؟ ساءَ ما يَحْكُمُونَ!» .. فلا يحسبن مفسد أنه مفلت ولا سابق، ومن يحسب هذا فقد ساء حكمه، وفسد تقديره، واختل تصوره.
فإن اللّه الذي جعل الابتلاء سنة ليمتحن إيمان المؤمن ويميز بين الصادقين والكاذبين هو الذي جعل أخذ المسيئين سنة لا تتبدل ولا تتخلف ولا تحيد.
وهذا هو الإيقاع الثاني في مطلع السورة، الذي يوازن الإيقاع الأول ويعادله. فإذا كانت الفتنة سنة جارية لامتحان القلوب وتمحيص الصفوف، فخيبة المسيئين وأخذ المفسدين سنة جارية لا بد أن تجيء.
أما الإيقاع الثالث فيتمثل في تطمين الذين يرجون لقاء اللّه، ووصل قلوبهم به في ثقة وفي يقين: «مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» .. فلتقر القلوب الراجية في لقاء اللّه ولتطمئن ولتنتظر ما وعدها اللّه إياه، انتظار الواثق المستيقن ولتتطلع إلى يوم اللقاء في شوق ولكن في يقين.
والتعبير يصور هذه القلوب المتطلعة إلى لقاء اللّه صورة موحية. صورة الراجي المشتاق، الموصول بما هناك.

[1] -مسند أحمد (عالم الكتب) [8/ 743] (27079) 27619 صحيح
(2) -اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة [4/ 128] [3827] صحيح
اسم الکتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست