responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 249
موصول تماسكت حلقاته ودعوة واحدة حملها رسول بعد رسول وآمن بها ويؤمن من يقسم اللّه له الهداية بما يعلمه من استحقاقه للهداية! .. وهو تقرير يسكب الطمأنينة في قلب المؤمن، وفي قلوب العصبة المؤمنة - أيا كان عددها - إن هذه العصبة ليست وحدها.
ليست مقطوعة من شجرة! إنها فرع منبثق من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وحلقة في موكب جليل موصول، موصولة أسبابه باللّه وهداه .. إن المؤمن الفرد، في أي أرض وفي أي جيل، قوي قوي، وكبير كبير، إنه من تلك الشجرة المتينة السامقة الضاربة الجذور في أعماق الفطرة البشرية وفي أعماق التاريخ الإنساني، وعضو من ذلك الموكب الكريم الموصول باللّه وهداه منذ أقدم العصور. «أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ. قُلْ: لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً. إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ» .. وهو التقرير الثالث .. فهؤلاء الرهط الكرام الذين يقودون موكب الإيمان، هم الذين هداهم اللّه. وهداهم الذي جاءهم من اللّه فيه القدوة لرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن به. فهذا الهدى وحده هو الذي يسير عليه. وهذا الهدى وحده هو الذي يحتكم إليه، وهذا الهدى وحده هو الذي يدعو إليه ويبشر به .. قائلا لمن يدعوهم: «لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً» .. «إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ» .. للعالمين .. لا يختص به قوم ولا جنس ولا قريب ولا بعيد .. إنه هدى اللّه لتذكير البشر كافة. ومن ثم فلا أجر عليه يتقاضاه. وإنما أجره على اللّه! (1)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالَ: أَقْبَلَتْ عِيرُ أَهْلِ مَكَّةَ تُرِيدُ الشَّامَ، فَبَلَغَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ذَلِكَ، فَخَرَجُوا وَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُونَ الْعِيرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ مَكَّةَ فَأَسْرَعُوا السَّيْرَ إِلَيْهَا لِكَيْلَا يَغْلِبَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ، فَسَبَقَتِ الْعِيرُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَهُمْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَكَانُوا أَنْ يَلْقَوَا الْعِيرَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ، وَأَيْسَرُ شَوْكَةً، وَأَحْضَرُ مَغْنَمًا، فَلَمَّا سَبَقَتِ الْعِيرُ وَفَاتَتْ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ الْقَوْمَ، فَكَرِهَ الْقَوْمُ مَسِيرَهُمْ لِشَوْكَةِ الْقَوْمِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ رَمْلَةٌ دَعْصَةٌ، فَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ ضَعْفٌ شَدِيدٌ، وَأَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِهِمُ الْغَيْظَ

(1) - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود [ص 1575]
اسم الکتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست