responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 186
شعائر تعبدية يؤديها الناس لربهم فيما بينهم وبينه! إن هذا الدين إعلان عام لتحرير الإنسان .. وهو منهج حركي واقعي، يواجه واقع الناس بوسائل مكافئة ..
يواجه حواجز الإدراك والرؤية بالتبليغ والبيان .. ويواجه حواجز الأوضاع والسلطة بالجهاد المادي لتحطيم سلطان الطواغيت وتقرير سلطان اللّه ..
والحركة بهذا الدين حركة في واقع بشري. والصراع بينه وبين الجاهلية ليس مجرد صراع نظري يقابل بنظرية! إن الجاهلية تتمثل في مجتمع ووضع وسلطة، ولا بد - كي يقابلها هذا الدين بوسائل مكافئة - أن يتمثل في مجتمع ووضع وسلطة. ولا بد بعد ذلك أن يجاهد ليكون الدين كله للّه، فلا تكون هناك دينونة لسواه.
هذا هو المنهج الواقعي الحركي الإيجابي لهذا الدين .. لا ما يقوله المهزومون والمخدوعون .. ولو كانوا من المخلصين الطيبين الذين يريدون أن يكونوا من «المسلمين»،ولكن تغيم في عقولهم وفي قلوبهم صورة هذا الدين! (1)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: حِينَ الْتَقَى الْقَوْمُ: اللَّهُمَّ أَقْطَعَنَا الرَّحِمَ، وَآتَانَا بِمَا لاَ يُعْرَفُ فَأَحْنِهِ الْغَدَاةَ، فَكَانَ الْمُسْتَفْتِحَ [2] ...
وكذلك قوله لحكيم بن حزام وقد جاءه رسولا من عتبة بن ربيعة ليرجع عن القتال: «وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَأْتِيَ بَدْرًا - وَكَانَتْ بَدْرٌ سُوقًا مِنْ أَسْوَاقِ الْعَرَبِ - فَنُقِيمَ بِهَا ثَلَاثًا،فَنُطْعِمَ بِهَا الطَّعَامَ،وَنَنْحَرَ بِهَا الْجُزُرَ،وَنَسْقِيَ بِهَا الْخَمْرَ،وَتَعْزِفَ عَلَيْنَا الْقِيَانُ،وَتَسْمَعَ بِنَا الْعَرَبُ وَبِمَسِيرِنَا،فَلَا يَزَالُونَ يَهَابُونَنَا بَعْدَهَا أَبَدًا»! (3)
فهكذا كان تصورهم للحقيقة الإلهية، واستحضارهم لها في كل مناسبة. ولم يكن أمرهم أنهم لا يعرفون اللّه أو لا يعرفون أنه ما لأحد باللّه من طاقة، أو لا يعرفون أنه هو الذي يحكم ويفصل بين الجبهتين حيث لا راد لحكمه! انما كان شركهم الحقيقي يتمثل ابتداء في تلقي منهج حياتهم وشرائعهم من غير اللّه، الذي يعرفونه ويعترفون به على هذا النحو .. الأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوام يظنون أنهم مسلمون - على دين محمد - كما كان

(1) - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود [ص 2040]
[2] - مسند أحمد (عالم الكتب) [7/ 807] (23661) 24060 صحيح
(3) - دَلَائِلُ النُّبُوَّةِ لِلْبَيْهَقِيِّ (921) حسن مرسل
اسم الکتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست