اسم الکتاب : القرآن الكريم في مواجهة الجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 68
أن تهب للبيت جوه وعطره، ولا يمكن أن تمنح الطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها. وبيوت الموظفات والعاملات ما تزيد على جو الفنادق والخانات وما يشيع فيها ذلك الأرج الذي يشيع في البيت. فحقيقة البيت لا توجد إلا أن تخلقها امرأة، وأرج البيت لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة، وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم. والمرأة أو الزوجة أو الأم التي تقضي وقتها وجهدها وطاقتها الروحية في العمل لن تطلق في جو البيت إلا الإرهاق والكلال والملال.
«وإن خروج المرأة لتعمل كارثة على البيت قد تبيحها الضرورة. أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون على اجتنابها، فتلك هي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول، في عصور الانتكاس والشرور والضلال (1)
فأما خروج المرأة لغير العمل. خروجها للاختلاط ومزاولة الملاهي. والتسكع في النوادي والمجتمعات.
فذلك هو الارتكاس في الحمأة الذي يرد البشر إلى مراتع الحيوان!
ولقد كان النساء على عهد رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يخرجن للصلاة غير ممنوعات شرعا من هذا. ولكنه كان زمان فيه عفة، وفيه تقوى، وكانت المرأة تخرج إلى الصلاة متلفعة لا يعرفها أحد، ولا يبرز من مفاتنها شيء. ومع هذا فقد كرهت عائشة لهن أن يخرجن بعد وفاة رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -! فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ كُنَّ يُصَلِّينَ الصُّبْحَ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ لاَ يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ. (2)
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّ نِسَاءُ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّينَ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - الْفَجْرَ ثُمَّ يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ قَبْلَ أَنْ يُعْرَفْنَ [3].
وفي الصحيح عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِى إِسْرَائِيلَ.قُلْتُ لِعَمْرَةَ أَوَ مُنِعْنَ قَالَتْ نَعَمْ " (4)
(1) -عن كتاب: «السلام العالمي والإسلام» فصل: «سلام البيت» ص 54 - 55 «دار الشروق».
(2) -صحيح مسلم- المكنز [4/ 262] (1489) -المروط: جمع المرط وهو الكساء من صوف وغيره [3] -سنن الدارمى- المكنز [3/ 462] (1263) صحيح
(4) -صحيح البخارى- المكنز [3/ 457] (869)
اسم الکتاب : القرآن الكريم في مواجهة الجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 68