اسم الکتاب : القرآن الكريم في مواجهة الجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 115
واللّه - سبحانه - يقرر هنا أنه هو - وحده - صاحب الحق في وضع هذا الميزان. وصاحب الحق في وزن الناس به، وتقرير من هو المهتدي، ومن هو الضال.
إنه ليس «المجتمع» هو الذي يصدر هذه الأحكام وفق اصطلاحاته المتقلبة .. ليس المجتمع الذي تتغير أشكاله ومقوماته المادية، فتتغير قيمه وأحكامه .. حيث تكون قيم وأخلاق للمجتمع الزراعي، وقيم وأخلاق أخرى للمجتمع الصناعي. وحيث تكون هناك قيم وأخلاق للمجتمع الرأسمالي البر جوازي، وقيم وأخلاق أخرى للمجتمع الاشتراكي أو الشيوعي .. ثم تختلف موازين الناس وموازين الأعمال وفق مصطلح هذه المجتمعات! الإسلام لا يعرف هذا الأصل ولا يقره .. الإسلام يعين قيما ذاتية له يقررها اللّه - سبحانه - وهذه القيم تثبت مع تغير «أشكال» المجتمعات .. والمجتمع الذي يخرج عليها له اسمه في الاصطلاح الإسلامي .. إنه مجتمع غير إسلامي .. مجتمع جاهلي .. مجتمع مشرك باللّه، لأنه يدع لغير اللّه - من البشر - أن يصطلح على غير ما قرره اللّه من القيم والموازين والتصورات والأخلاق، والأنظمة والأوضاع .. وهذا هو التقسيم الوحيد الذي يعرفه الإسلام للمجتمعات وللقيم وللأخلاق .. إسلامي وغير إسلامي .. إسلامي وجاهلي .. بغض النظر عن الصور والأشكال!! (1)
(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع [3/ 1195]
اسم الکتاب : القرآن الكريم في مواجهة الجاهلية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 115