responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 243
ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا.
واعلموا أن عليكم في مسيركم حفظة من الله، يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا - وإن أسأنا - فرب قوم سلط عليهم شر منهم، كما سلط على بني إسرائيل - لما عملوا بمساخط الله - كفار المجوس، {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه العون على عدوكم، أسأل الله تعالى ذلك لنا ولكم) [1] إلى آخر ما في هذه الرسالة من حسن التوجيه والنصح والإرشاد، وذلك ما يجب أن يطلع عليه - ويحفظه - كل من اضطلع بأمر من أمور المسلمين، من القادة وغيرهم.
فالعرب - المسلمون - ما داموا منحرفين عن منهج شريعتهم البين الواضح لا يطمعون في النصر على اليهود أو الأمريكان أو غيرهم، بل ما ينتظرهم إلا الهزائم تلو الهزائم، فلو أطاعوا ربهم وعملوا بدينهم لصرف عنهم اليهود والأمريكان الذين أمدوهم بكل قوة ممكنة، أما والعرب يذهبون إلى الميدان بغير عقيدة، وكثيرا ما كانوا مزودين بغير ما يرضاه الإسلام ولا رب العالمين، فمن أين يأتيهم النصر وهم في حالة عصيان وشر وفساد ... ؟؟؟
فعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي نهاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن أخذ شيء من اليهود - كما سلف - كالتوراة المحرفة - قد استفاد من هذا الدرس القاسي الذي تلقاه من الرسول، وقد اعتمده في حياته كلها، وفي زمن خلافته بالخصوص، لم يرض للمسلمين أن يعتمدوا على ما عند أهل الكتاب، ولا ننسى قضية الكاتب - الكتابي - الذي اتخذه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه لضبط ديوانه، ذلك الذي لم يأذن له عمر بالدخول إلى المسجد ليقرأ عليه ما كتبه وضبطه، وكتب إليه في رسالة لما بلغه عنه ذلك: (مات الكتابي) ولم يزده على هذا، فالمعنى الذي يعطيه هذا اللفظ: هو الاستعداد لتكوين من يقوم بأمورنا من غير

[1] العقد الفريد لابن عبد ربه ج 1 ص 130 طبع اللجنة.
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست