responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 232
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات المؤكدة على كل مسلم وشعب فيه قابلية لذلك، ولولاهما لما بقي من الدين شيء، فليس في قلب كل مسلم حب واحترام ومكانة للإسلام، وتقدير لشعور غيره.
ولو كان هذا لما رأينا الخمور - المنهي عنها شرعا - تباع وتشترى وتصنع وتشرب - علنا وأمام أعين المؤمنين - كما يشرب الماء أو الحليب، ونرى المسلم يحملها إلى بيته كما يصل الحليب أو الزيت أو غيرهما من المباحات شرعا، الجائز استعمالا.
إن الإسلام لما بين لنا نظام حياتنا، وحدد لنا الحدود، وأوضح لنا المناهج لكل ذلك، في كل ما له صلة وارتباط بحياتنا - كأفراد وجماعات - لم يهمل أي شيء في هذه الحياة؟ أما ما عساه أن يحدث بحسب الظروف والأحوال فهو موكول إلى أولي الرأي والشأن في جماعة المسلمين، - ومن الخطإ - المتعمد - أن يقول الملاحدة: إن الإسلام لم تكن فيه الأحكام الكافية لكل حادثة ونازلة، والذي جرى به العمل في كل أنحاء العالم أن كل القوانين المدنية معرضة للتبديل والتغيير والنسخ والإبطال.
أما الإسلام فأحكامه وقوانينه لا تبدل ولا تغير، فإذا لم يكن نص صريح في نازلة من النوازل فالاجتهاد من العلماء الراسخين في العلم يوجد لها حكما مماثلا لها من الشبيه والمثيل في النصوص الواضحة، وهذا ما جرى للمتقدمين من سلفنا الصالح، فقد قاسوا الفروع على الأصول والأشباه على النظائر من غير أن يحتاجوا إلى جلب أحكام ليست في شريعتهم يتعاملون بمقتضاها.
إننا نجد في السنة النبوية - مثلا - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الصحابي العالم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن أميرا وحاكما، وكان على جانب كبير من معرفة الشريعة وأحكامها، ويكفي شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، فقد ورد في حديث أنس - المرفوع - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرحم أمتي بأمتي أبو بكر)) وجاء فيه: ((وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل)) (1)

(1) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن جابر وأنس.
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست