responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 123
ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره)) [1]. فالمسلمون في حاجة أكيدة إلى تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية بروح خالصة من كل ما ينافي الإيمان، ونية صادقة - لا إلى جلب قوانين وضعية لا تطبق إلا بقوة سلطة الحكومة القائمة.
ومن أمثلة تطبيق المسلمين بأنفسهم لقوانين شريعتهم على العمال، ما جاء في كتب السنة من أن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه كان له غلام - عامل - كساه مثل اللباس الذي عليه هو، فرآه أحد إخوانه - المعرور بن سويد - وعليه حلة - كسوة - مثل التي على خادمه، فسأله عن ذلك، فأجابه بما أوصاه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قوله: ((إخوانكم خولكم، جعلهم الله قنية تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه)) [2]. فالعامل أخ لصاحب العمل، وحقوق الأخوة في الإسلام تتطلب الرحمة والعطف واللين والمساعدة، فهل في القوانين الأخرى - غير الإسلامية - مثل هذا .. ؟؟ ذلك أن الله يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [3]، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [4] فالمسلمون قد أحكم الإسلام رابطة الأخوة بينهم، فالحب متبادل بين العامل ورب العمل، من غير أن يكون لصراع الطبقات مكان بين الأخوة كما نشاهده في الوقت الحاضر، من إيقاد نار الفتنة والعداوة والخصومات بين طبقات العمال وأرباب الأعمال من أبناء الأمة الواحدة، فالفقراء يبغضون الأغنياء، والأغنياء يحتقرون الفقراء، وهذا لا يحبه الإسلام، ولا يرضى به، ولهذا أمر بإزالة أسبابه.
هذا هو عامل الإسلام في بذر بذور الأخوة والمحبة بين جميع طبقات الأمة، غير أن بعض العمال في البلاد الإسلامية قد تأثر بالدعاية الشيوعية التي تثير الأحقاد وتزرع الضغائن بين أبناء وطبقات الأمة الواحدة، فقد

[1] رواه البخاري وابن ماجة في الباب المذكور.
[2] أخرجه الشيخان وغيرهما عن أبي ذر.
[3] الآية 10 من سورة الحجرات.
[4] أخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس.
اسم الکتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية المؤلف : سلطاني، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست