اسم الکتاب : المسلم في عالم الإقتصاد المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 35
الاقتصاد والاقتصادانية
* ( Economie et Economisme)
في دراسة خلت بدا لي ضرورة أن أشير إلى التعارض الشديد في المشهد الإنساني بين محور واشنطن - موسكو ومحور طنجة - جاكرتا.
وقد بيّنا أن هذا التعارض راجع في جانب منه إلى بنى اقتصادية مختلفة، مفسرين هذه البنى تفسيراً قائماً على جذورها النفسية الثقافية لا على أصولها الاقتصادية.
فالمشكلة نفسية بادئ ذي بدء، ذلك بأن الوعي الاقتصادي لم ينمُ في شعور العالم الإسلامي النموَّ الذي نماه في الغرب في شعور الإنسان المتحضر وحياته.
الواقع أن الاقتصاد في الغرب قد أمسى منذ قرن دعامةً أساسية للحياة الاجتماعية، وقاعدةً جوهرية لتنظيمها، ومبدأ تصرف للفرد، ومثلاً أعلى للأسرة رمزه (جورب الصوف) [1] المشهور في كل بيت [2].
أما الحضارة الإسلامية في الشرق فقد نزلت في فترة من تطوّر البشرِ العام بين الحضارات العتيقة وحضارة الغرب. فاقتصادها يمثل معبراً من الاقتصاد
* ترجم هذا الفصل السيد مروان قنواتي. [1] كانت الأسرة الريفية الفرنسية تكتنز ما تقتصد في جورب من الصوف، ويقابله عند العرب (الصرة). [2] Cf. L'Afro-Asiatisme p.179 et suivants, édition Cairo
اسم الکتاب : المسلم في عالم الإقتصاد المؤلف : مالك بن نبي الجزء : 1 صفحة : 35