responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوحي المحمدي المؤلف : رشيد رضا، محمد    الجزء : 1  صفحة : 88
يعنى فيما سكت عنه القرآن لئلا يكون ما كذبوهم فيه مما حفظوا أو يكون ما صدقوهم به مما نسوا حقيقته أو حرفوا أو بدلوا.
(الوجه العاشر): أن ما فى القرآن ما هو مخالف للعهدين العتيق والجديد، وهو مما لا يعلم إلى الآن أن أحدا من اليهود والنصارى قال به، كمخالفة سفر الخروج فيمن تبنت موسى، ففيه أنها ابنة فرعون وفى القرآن أنا امرأته، وفيما فيه من عزو صنع العجل الذى عبده بنو إسرائيل إلى هارون عليه السلام بعزوه إياه إلى السامرى وإثباته لإنكار هارون عليهم فيه، وغير ذلك.
بل ما جاء به محمد أكبر وأعظم من كل ما فى الكتب الإلهية ما صحّ منها وما لم يصح كما سنبينه.
رويدكم أيها المفتاتون [1] الذين يقولون ما لا يعلمون، إنّ وحى القرآن أعلى مما تزعمون، وأكبر مما تتصورون وتصورون، وإنّ محمدا أقل علما كسبيا مما تدعون وأكمل استعدادا لتلقى كلام الله عن الروح القدس مما تستكبرون.
وإذا كان وحى القرآن أعلى وأكمل من جميع ما حفظ عن أنبياء الله ورسله، لأنه الخاتم لهم، المكمّل لشرائعهم الخاصة الموقوتة، فأجدر به أن يكون أكمل مما وضعه (سولون) الفيلسوف اليونانى الذى شبه محمدا بأحد ملاحد عصرنا فى مصرنا، مع بعد الشبه بين أمى نشأ بين الأميين، وفيلسوف نشأ فى أمة حكمة، وتشريع ودولة وسياسة، ودخل فى كل أمور الأمة والدولة كسولون هذا [2].

[1] يقال افتات فلان إذا سبق بفعل شىء واستبد له ولم يؤمر فيه من هو أحق منه بالأمر فيه لأنه أعلم به وأجدر بتحقيقه، ويقال: فلان لا يفتات عليه، أى لا يتداخل أحد فى أموره بدون أمره وإذنه. وأصله الهمز. فيقال: افتات عليه أيضا.
[2] سولون: أحد فلاسفة اليونان السبعة فى القرن السابع قبل المسيح ووالدته؛ من أبناء بستاروتس آخر ملوك أثينا، وكان من رجال المال ورجال الحرب، وتولى فى بلاده بعض الأعمال الإدارية
والعسكرية وقيادة الجيش. وقد انتخب فى سنة 945 ق. م (أرخونا) أى رئيسا على الأمة بإجماع أحزابها كلهم؛ وقلدوه سلطة مطلقة لتغيير ما شاء من نظم البلاد وقانونها الذى وضعه (زراكوت) من قبله، فوضع لهم نظاما جديدا قررت الحكومة والأمة اتخاذه دستورا متبعا عشر سنين. فسولون كان فى قانونه منقحا ومجددا لقانون أعظم أمة من أمم الحكمة والحضارة نشأ فيها، فكان متعلما وفيلسوفا وحاكما وقائدا ورئيسا.
أفيقاس عليه محمد صلّى الله عليه وسلم الأمى الذى لم يقرأ سطرا ولم ير كتابا، ولا تولى عملا إداريا ولا سياسيا؟ ثم إن ما جاء به لم يكن قانونا موضعيا منقحا لقوانين أخرى قبله، بل كان إصلاحا لجميع البشر فى عقائدهم وآدابهم وأحكامهم وسياستهم وحروبهم الخ؟ انظر أيها القارئ إلى شبهات ملاحدة المسلمين على دينهم ونبيهم الذى هو مناط شرفهم وفخرهم على الأمم!!
اسم الکتاب : الوحي المحمدي المؤلف : رشيد رضا، محمد    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست