responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسطية في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
الباب الثاني
ملامح الوسطية

الفصل الأول الخيرية
قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) وقال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110] وقد بينت أن من معاني الوسطية الخيرية.

المبحث الأول
أقوال المفسرين في آية الخيرية
قال ابن كثير -رحمه الله-: والوسط هنا: الخيار والأجود، كما يقال لقريش أوسط العرب نسبا ودارًا، أي خيرها [1]. وفي تفسيره لقوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) قال: يعني الناس للناس، والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس، إلى أن قال: كما في الآية الأخرى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143] أي خيارًا [2].
وقال الطبري -رحمه الله-: مقررًا خيرية هذه الأمة (الأمة الوسط): فإن سأل سائل فقال: وكيف قيل: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ)؟ وقد زعمت أن تأويل هذه الآية هذه الأمة خير الأمم التي مضت، وإنما يقال: كنتم خير أمة لقوم كانوا خيارًا فتغيروا عما كانوا عليه؟! قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما ذهبت إليه، وإنما معناه أنتم خير أمة، كما قيل: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) [الأنفال: 26]، وقد قال في موضوع آخر: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) [الأعراف: 86]، فإدخال (كان) في مثل هذا وإسقاطها بمعنى واحد، لأن الكلام معروف معناه، ولو قال أيضًا في ذلك قائل: (كنتم) بمعنى التمام، كان تأويله خلقتم خير أمة، أو وجدتم خير أمة، كان معنى صحيحا [3]، وفي تفسيره

[1] انظر: تفسير ابن كثير (1/ 190).
[2] انظر: المرجع السابق (1/ 391).
[3] انظر: تفسير الطبري (4/ 45).
اسم الکتاب : الوسطية في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست