responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 886
وإن الكلمة هي التي تفرق لأجلها الأهلون وشُرِّد العباد، وذرفت لأجلها دموع الثكالى وتيتم الأولاد، وإن الكلمة هي التي شرعت لأجلها سيوف الجهاد، فكان سيف الجهاد مشرّعاً أبداً فهو إلى يوم القيامة ماض، ولأجل الكلمة كانت الرماح والأسنة، لأجل قمع البدعة وإظهار السنّة، ولأجل الكلمة أريقت الدماء، ولأجلها نزلت الملائكة من السماء.
لأجل الكلمة كانت بدر وأحد والخندق وتبوك، ولأجلها كانت القادسية وكانت اليرموك، ولأجل الكلمة كانت عين جالوت وحطين.
ولأجل الكلمة ستبقى كتائب الاستشهاديين ... ستبقى لتسقط كلمة الكفر تحت أقدام المجاهدين، فقد جعل الله كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمةُ الله هي العليا إلى يوم الدين، وهذه هي قيمة الكلمة.
----------
قال الشهيد سيد قطب رحمه الله: ..
إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع، فإذا متنا من أجلها انتفضت وعاشت بين الأحياء، كل كلمة قد عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي فعاشت بين الأحياء، والأحياء لا يتبنون الأموات ..
===========
فهذا صاحب الظلال رحمه الله كان قتله انتصاراً لمنهجه الذي عاش من أجله ومات في سبيله، بذل حياته كلها من أجل أن يبين أن الحكم من أمور العقيدة والتحاكم إلى غير شرع الله، والحكم بغير حكمه كفر بالله عز وجل: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ [يوسف:40]، وقال تعالى: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]، وبعد أن حكم عليه بالإعدام وقبل أن ينفذ فيه الحكم الظالم كتب هذه الأبيات وكتب الله عز وجل لها الحياة وخرجت من وراء القضبان تقول للعالم.
أخي أنت حر وراء السدود ... ... أخي أنت حر بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما ... ... فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام ... ... ويشرق في الكون فجر جديد
أخي إن نمت نلق أحبابنا ... ... فروضات ربي أعدت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا ... ... فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إن ذرفت عليّ الدموع ... ... وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... ... وسيروا بها نحو مجد تليد
فرحمة الله على صاحب الظلال ورحماته. قال عنه أحد الشيوعيين وهو في سجنه: إنني أتمنى أن أقتل كما قتل وينشر مبدئي وكتبي كما انتشرت كتبه.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 886
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست