responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 784
يا ثوار ليبيا الأبطال، يا صناديد الرجال: لقد أوقدتم بانتصاركم على طاغيتكم سُرُج الآمال، فصرنا نَعُدّ الأيام ونحصي اللَيال، ننتظر سقوط طاغية الشام المتألّه المُتَعال. أمَا إنها قد انقضت من محنتنا الأيامُ الطوال ولم يبقَ منها إلا الأقل، فإنّ عاقبةَ الصبر النصرُ، وإن دوام الحال من المُحال.
ويا أيها الطغاة في كل مكان: هذا درسٌ لكم لو كنتم تعقلون. هذه مصارعكم أمام أعينكم لو أنكم تبصرون! إنّ فيمَن مضى أمام أعينكم لعبرة، ولكن أين المعتبرون؟
الطاغيتان: سابقٌ ولاحق - مجاهد مأمون ديرانية
الثورة السورية: خواطر ومشاعر (25)
22 آب 2011
---------
بارك الله بكم
سوف يأخذه الله تعالى كما أخذ غيره من الطغاة والمتجبرين عما قريب بإذن الله تعالى
قال تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)} [النازعات: 17 - 26]
لقد بلغ موسى ما كلف تبليغه. بالأسلوب الذي لقنه ربه وعرفه. ولم يفلح هذا الأسلوب الحبيب في إلانة القلب الطاغي الخاوي من معرفة ربه. فأراه موسى الآية الكبرى. آية العصا واليد البيضاء كما جاء في المواضع الأخرى: «فَكَذَّبَ وَعَصى» .. وانتهى مشهد اللقاء والتبليغ عند التكذيب والمعصية في اختصار وإجمال! ثم يعرض مشهدا آخر. مشهد فرعون يتولى عن موسى، ويسعى في جمع السحرة للمباراة بين السحر والحق. حين عز عليه أن يستسلم للحق والهدى: «ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى. فَحَشَرَ فَنادى. فَقالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى» .. ويسارع السياق هنا إلى عرض قولة الطاغية الكافرة، مجملا مشاهد سعيه وحشره للسحرة وتفصيلاتها. فقد أدبر يسعى في الكيد والمحاولة، فحشر السحرة والجماهير ثم انطلقت منه الكلمة الوقحة المتطاولة، المليئة بالغرور والجهالة: «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى» ..
قالها الطاغية مخدوعا بغفلة جماهيره، وإذعانها وانقيادها. فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها. وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا. إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد له أعناقها فيجر! وتحني له رؤوسها فيستعلي!
وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى. وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 784
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست