responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 510
حوران أسطورة الصمود
ما أنصفناكم يا أهل حوران؛ لقد حمل أهلُ سوريا شطرَ الثورة وحملتم وحدَكم الشطرَ الآخر. لقد ثار أهل الشام جميعاً في وجه عصابة الشر والإجرام، لكن ثورة سوريا كلها في كفة من الميزان وفي الكفة الأخرى ثورة حوران، ولئن كانت مناطق سوريا الثائرة درراً في تاج الثورة فإن حوران هي جوهرة التاج بلا منازع.
لقد سطّر الثائرون في سوريا ملحمة من كبريات ملاحم التاريخ، كل صحيفة من صحائفها تنافس الأخرى في أخبار المجد والفخار، وأنتم -يا أهل حوران- تصدّرتم هذه الصحائفَ بتضحيات الأبطال وكرائم الأفعال. هيهات أن يُمحى اسم حوران بعد اليوم من صحائف الأمجاد، هيهات أن تُنسى حوران منذ اليوم، سوف يروي أساطيرَ بطولاتها الأولادُ للأحفاد.
لقد صرتم -يا أبطال حوران- كابوسَ النظام، فلم يجد بداً من ضرب حوران وتبديد الكابوس ... ولكنْ هيهات! ها قد فعل المجرمون غاية ما يستطيعون أن يفعلوا، فجيّشوا على حوران الجيوش وقادوا عليها الحملة بعد الحملة، وحوران هي حوران، لا تنكسر لها إرادة ولا تَهِن فيها عزائم الأبطال. أرهَبوا وأرعبوا، قَتّلوا ما شاء لهم إجرامهم وغيُّهم وبغيهم أن يُقتّلوا، أطلقوا عليها كل مجرم من الخَلْق وكل وضيع، وحوران لم تَهِنْ ولم تَلِنْ، لا يهون الشرف الرفيع ولا يضيع.
الثورة ستبقى متّقدةً نارُها -بإذن الله- ما بقيت في حوران شعلةٌ منها، وإن شعلة الثورة في حوران لن تنطفئ بعون الله. إني لا أزال أرقب مدن حوران في كل جمعة، فإذا رأيت أن الناس خرجوا فيها بالمظاهرات اطمأننت وبرد قلبي، فإني أعلم عندئذ أن الثورة ما تزال بخير.
لقد خدع حزبُ البعث أهلَ حوران الأخيار عن أنفسهم فاكتسح أرضهم قبل نصف قرن؛ لم يكن أحرار حوران قد عرفوا حقيقة البعث يومئذ، ففتحوا له أبوابها فصال فيها وجال وأنبت وأزهر. لكنّ قَدَر الله ماضٍ إلى غايته قد ظهرت بوادِرُه: من هذه الأرض انبعث البعث، وفي هذه الأرض سيُقبر البعث؛ أهل حوران قالوا كلمتهم ولا يرجع عن الكلمة الرجال: يا أيها النظام، نموت أو تموت، لا أبقانا الله إن أبقيناك!
يا أهلنا في حوران: لقد رفعتم بصمودكم رأس كل سوري وأثلجتم ببطولاتكم صدر كل عربيّ حر أبيّ. يا أهلي الأحبة: وددت لو أني وُلدت على أرضكم لأهتف في الناس وأقول: انظروا يا أيها الناس، أنا حوراني ابن حوراني، أنا نبتة من أرض حوران.
يا أيها العالَم: قف إجلالاً للأرض التي لم تكسرها حملات هولاكو العصر، قف إجلالاً لدرعا ولكل مدينة وقرية وناحية على أرض حوران.
---------

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست