responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 461
ثالثا- كما أن هذه العصابات المجرمة ليست من أبناء هذا الوطن الحقيقيين، فهم نشاز على سورية، وهم أخطر من العدو الخارجي، ويجوز الرد عليهم بل وقتلهم لأنهم قتلة وقطاع طرق ....
أما الزعم بأنهم عدو داخلي وفرق بينهم وبين العدو الخارجي فأقول: نعم
هناك فرق كبير بينهما فهؤلاء أخبث والعن وأنجس من العدو الخارجي، فاليهود في فلسطين المغتصبة لم يتعاملوا مع الانتفاضة الفلسطينية بهذه الوحشية التي يتعامل بها النظام الطاغوتي الفرعوني في سوريا
وقتال هؤلاء أهم بكثير من قتال أولئك لأنه يستحيل علينا تحرير شبر من الأرض المغتصبة ما دام هؤلاء يجشمون على صدورنا
والإسلام فرَّق بين الحق والباطل وبين الأخ وأخيه على أساس العقيدة، فلا رباط بين المسلم والكافر أبدا بل العداوة الظاهرة واجبة وهي من أصول الدين وليست من فروعه، قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَأَىءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)} [الممتحنة: 4، 5]
فمعركة بدر كانت بين المسلمين وبين الكفرة والمشركين من قومهم وأقرب الناس لهم
رابعا- ليس صراعنا في سوريا صراع على توافه كما حدث في الثورات التي سبقت الثورة السورية، بل صراعنا مع النظام الأسدي هو صراع بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، وبين الإسلام والجاهلية، بين الحياة والموت، وما لم يصل الناس إلى هذه القناعة فالنصر بعيد عنهم
فلا بد من الصفاء الفكري العقدي في موقفنا من هذا النظام الفرعوني الطاغوتي
خامسا- ليست القضية استبدال طاغوت أسدي بطاغوت آخر ....
بل القضية أننا نريد تحرير الإنسان في الشام - وغيرها بعد ذلك إن شاء الله - من كل عبودية لغير الله تعالى، من عبودية العباد لعبادة رب العباد الكلمة التي قالها الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد الفرس
سادسا- روح الفداء والتضحية لا يمكن أن تكون قوية في نفوس الناس إلا بالعودة الصادقة للإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ومنهج حياة، ولذلك يقول الله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74]
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ الحَيَاةَ الدُّنْيا، وَيَبْذُلَهَا، وَيَجْعَلَهَا ثَمَناً للآخِرَةِ، لأنَّهُ يَكُونُ قَدْ أَعَزَّ دِينَ اللهِ، وَجَعَلَ كَلِمَةَ اللهِ هِيَ العُلْيا. وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَظْفَرْ بِهِ عَدُوُّهُ وَيَقْتُلُهُ، أَوْ يَظْفَرْ هُوَ بِعَدُوِّهِ، فَإنَّ اللهَ سَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً مِنْ عِنْدِهِ.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 461
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست