responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2346
ذلك أنَّ وظيفة هذه الأنظمة تتلخّص في ثلاثة أمور:
1ـ إبقاء هذه الشعوب في مثلث: (الخوف، والمهانة، واللاّإرادة)، وهذا يعني إعدامَها تماما من الوجود الفعلي، وإبقاءَها في حالة وجود شكْلي مجرد، أي أرقام تعداد سكان فحسب، وهذا هو واقع الشعوب العربية قبل ربيعها!!.
2ـ والحيلولة دون تقدُّم هذه الشعوب نحو وحدتها الحضارية، سواء على مستوى الفكر والثقافة، أو الوجدان، أو السياسة، أو الجغرافيا.
3 ـ وإشغالها بكلِّ شيء تافه، عن قضاياها المصيرية، ولاسيما القضية الفلسطينية.
وأنّ هذه الأنظمة الدكتاتورية إذا ولَّت، فسترجع لهذه الشعوب إرادتها، فستتحرك لامحالة لرفض الظلم الواقع على الأمّة من الكيان الصهيوني، وسوف تثأر من جرائمه، وستتخذ القرارات التي تزلزل ذلك الكيان.
وأنّ هذه الشعوب إذا كسرت حاجز الخوف من أنظمتها المستبدّة، فستتجرأ بعد ذلك على كلِّ شيء، وستواجه جميع أعدائها، بل ستكون مواجهتها لأعدائها الخارجيين أهون عليها.
ذلك أنَّ الشعب الذي لايسعى لتحرير أرضه من عدوِّه، هو الشعب الذي يعيش تحت خيمة المهانة فحسب، أمّا إذا صار الشعب شعباً كريماً، فسوف يشمخ بكرامته، وينتصر على المحتلّ لأرضه.
وأنَّ هذه الشعوب إذا ملكت قرارها، فسوف تفعِّل جميع مقومات وحدتها، وتحمُّلِها مسؤوليتها الحضارية العالميّة.
الثالث: أنّ الصهاينة على دراية تامة أنَّ الخطاب الإسلامي هو المسيطر على الشارع العربي،
وأنَّه لم يكن يحاربه، ويلاحقه، ويتعاون مع التحالف الصهيوني لإبقائه في دائرة الإتهام، والمحاصرة، والتضييق، لم يكن يفعل ذلك إلاّ هؤلاء الطغاة!
فإذا سقط الطغاة، فإنّ سقوطهم بمثابة (إطلاق المارد من قمقمه)، وسينتقل المشروع الإسلامي من السيطرة على مستوى التأثير الفكري والإجتماعي على الشارع العربي، إلى تسيُّد مراكز القرار التي يصنع الحدث، أو على الأقل يزاحم بمستويات عالية فيه، وهذا لن يعني سوى نهاية الكيان الصهيوني حتما.
وذلك لا يخفى على بني صهيوني، حتى حكى مجاهدٌ فلسطيني كان معتقلاً في سجون الصهاينة، أنَّ ضابطا صهيونيا للتحقيق، قال له ذات مرّة، إنا نعلم أنكم أنتم أيُّها المتدينون ستنتهي دولتنا على عهدكم، وأنه سيأتي لامحالة،
ولهذا فليس هذا ما سأسلك عنه، ولكن عما ستفعلون بنا إذا تحقَّق ذلك وكنتُ حيّا، فأجابه: ما تمليه علينا شريعتنا.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست