responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2280
الطاغوت ولتحقيق الحرية التي يقيدها الاحتلال الغير مباشر الذي يمارس من خلال مؤسسات القوة التي تحرس النظام العلماني ليظل حاكما للعالم الإسلامي، فهي ثورة مقتصرة على تغيير الطاغوت لا تغيير النظام العلماني نفسه لصالح الإسلام، أما الثورات التي قامت في المجتمع الغربي فقد غيرت من هوية النظام نفسه، وهي دول لا يحكمها أجنبي بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر، بالإضافة إلى أن العلمانية عندها كانت تمثل مرحلة متطورة من مراحل تطور المجتمع تعبر عن هوية الأمة، أما في مجتمعاتنا فما جاءوا بالعلمانية إلى بلادنا إلا للقضاء على الإسلام، ولتأكيد التبعية وحكم العملاء ولتحكيم شرع غير شرع الله وإقامة الولاء على غير دين الله، وتغيير نظام القيم بل البناء الاجتماعي كله ونهب ثرواتنا، فالعلمانية التي تحكم بلادنا عميلة مفرغة من مضمونها تحكم بالوكالة عن الاحتلال الغربي، وتعبر عن مصالحه ومصالح تلك الطبقة الفاسدة من رجال الحكم ورجال الأعمال الطفيلية، ولا تعطي إلا هامشا خادعا من الحرية في البداية لتبرير وجودها، ولمنحها الشرعية ثم تنقلب إلى حقيقتها دكتاتورية تقضي على كل شيء حتى على نفسها في النهاية، سعار مجنون يقضي على الأخضر واليابس، تلك هي العلمانية التي تسعى إليها النخبة العلمانية التي تدَّعي أنها وصية على الشعب فلا تريد رأي الشعب بل تريد أن تفرض على الشعب رأيها، ديمقراطية فارغة من المضمون تمثل الدكتاتورية بعينها وهوية غير هوية الأمة ومشروع غير مشروع الأمة، ولذلك نجدهم رافضين نتيجة الاستفتاء الذي تم على بعض مواد الدستور من خلال رأي الشعب، وكذلك حركات تدَّعي الإسلام مفرغة تماما من المضمون الإسلامي وتضع بديلا عنه المضمون العلماني، ومن هنا تمضي الشعوب بغير وعى إلى طريق غير الطريق الحق خلف هؤلاء من خلال النظرة السطحية والجزئية التي تعطيهم جزءا من حقوقهم المغيبة، بعيدا عن النظرة الشرعية الكلية التي تتمثل في الحرية الحقيقية وهي عبادة الله وحده بتحكيم شرعه وحده ورفض ما سواه، وهذا الهامش من الحريات في ظل العلمانية المزيفة مع التبعية للكفر العالمي من خلال العمل ضمن المشروع العالمي الغربي في مواجهة المشروع العالمي الإسلامي، هو الذي تسعى إليه رموز تلك الحركات الضالة ويخلعون عليه وصف الإسلام الذي يمثل نزيفا مستمرا لكل كيان الأمة وما تحتفظ به من ثروات واهدارا للطاقات البشرية المسلمة العظيمة، فالثورة التي تجتاح أمتنا تعني فقط تغيير الوجوه القديمة إلى وجوه علمانية جديدة، كما تعني خداع الشعوب بأنها تمضي في طريق حريتها، وهو ضرب من الوهم الخادع في ظل الاحتلال الغير مباشر عن طريق المؤسسة العسكرية، والذي يتمثل في استبدال طاغوت بطاغوت يكون أكثر كفاءة في خدمة الأعداء، لا في خدمة شعبه.
ومن هنا يستوجب أن يكون للطائفة المنصورة دورا في التغيير الذي يجتاح العالم الإسلامي من خلال الشعوب فهي التي دفعت إليه دفعا، ومن ثم لزم أن تحاول الاستفادة منه إلى أقصى الحدود في الطريق إلى الإسلام، ومن ثم فاستقرار الوضع على مجرد تغيير الطاغوت واستبداله بآخر يكون في صالح الأعداء

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 2280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست