اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 529
ولم ينتصر جيش إلا وله (قضية) يدافع عنها ويؤمن أفراده بأنها تستحق أن يضحوا من أجلها بالروح، و (القضية) - كما يعبر عنها المحدثون - هي العقيدة الراسخة أو المصلحة العامة، أو هي العقيدة والمصلحة في آن واحد.
المسلمون الأولون مثلاً، كانت (القضية) التي حاربوا من أجلها، هي إعلاء كلمة الله، فكانت حروبهم من أجل العقيدة.
والحلفاء والمحور في الحرب العالمية الثانية، كانت (القضية) التي حاربوا من أجلها، هي مصالحهم القومية والوطنية.
وشتان بين حرب (العقيدة) وحرب (المصلحة): الأولى حرب عادلة، والثانية حرب غير عادلة.
وقد انتبه المؤرخ ابن خلدون إلى أهمية (العقيدة) بالنسبة للعرب، فقال في مقدمته: "إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم"، وقد عقد في مقدمته فصلاً ضافياً لإثبات ذلك [1].
تلك حقائق معروفة، ولكنّ أعداء العرب والمسلمين يشوهون الحقائق، ليسهل عليهم السيطرة والاستغلال، لأنهم يعرفون أن الأمة بدون عقيدة لا تقوى على تحمل أعباء القتال، وتُؤْثِر الاستسلام مع الذل على الحرب مع العزة.
ولست ألوم أعداء العرب والمسلمين على حربهم الإسلام [1] مقدمة ابن خلدون 1/ 226.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 529