اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 406
زغنوس باشا مع فرقته بالتعسكر على المرتفعات المشرفة على هذا الحي، لمراقبة الجنويين ومنعهم من إمداد المدينة المحاصَرة ومراقبة الشاطئ الشمالي من القرن الذهبي، وأمره الفاتح أن يقيم جسراً عند نهاية الميناء لتسهيل الاتصال ونقل الجنود من إحدى الضفتين إلى الأخرى عند الحاجة، وليتمكن من الاشتراك في الهجوم على المدينة من ناحية البر، وبذلك أصبحت فرقة زغنوس احتياطاً عاماً لقوات الفاتح بالإضافة إلى واجباتها الأخرى.
ونصب السلطان أمام السور البري المدافع بالنسبة لمدياتها، فوضع ذات المدى القصير قريبة من الأسوار وحماها بالجنود والتحصينات، ووضع ذات المدى المتوسط خلفها، ووضع ذات المدى الطويل خلف المدافع الثانية، وبذلك رتَّب مدفعيته بالعمق، ووضع لها خطة مفصَّلة لقصف الأسوار. وكانت المدفعية العثمانية مؤلفة من أربع عشرة سرية مدفعية [1]، وقد نصب المدفعية الضخمة منها مقابل باب رومانوس، ومنذ ذلك الوقت عرف هذا الباب باسم: (طوب قبو) [2].
وانتشرت السفن العثمانية في بحر (مرمرة) لمنع ما قد يأتي من السفن المعادية من الغرب لإنجاد القسطنطينية ومراقبة السور الواقع على بحر (مرمرة). وقد أمر السلطان قائد بحريته (بالطه أوغلي) بتطهير بحر (مرمرة) والاستيلاء على جزر الأمراء [3]، وقد استولى عليها بالطه أوغلي وانتشل منها المعتقلين والمسجونين من السجون والدهاليز المظلمة التي كانوا فيها وأطلق سراحهم، ثم وضع في هذه الجزر حاميات عثمانية. [1] سرية مدفعية: بطرية مدفعية. [2] طوب قبو: باب المدفع. [3] تقع هذه الجزر في وسط بحر مرمرة، وكانت منفى لأباطرة الروم وأمرائهم، لذلك سمّيت بجزر الأمراء.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 406