اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 392
وليس لكم الحق أو القوة في منع ما أقوم به الآن في أرضي، فإنَّ كلا الشاطئين لي. أما الشاطئ الآسيوي فلأنه يسكنه المسلمون، وأما الشاطئ الأوروبي فلأنَّ الروم قد هجروه، وأنتم لا تقدرون على الدفاع عنه. اذهبوا إلى سيدكم وأخبروه أن السلطان العثماني الآن يختلف عن أجداده، فإنَّ لي عزماً فوق عزمهم، وقوة فوق قوتهم .. انصرفوا الآن إلى دياركم بسلام، ووالله ما جاءني أحدٌ منكم بعد ذلك بمثل هذه الرسالة إلا قتلته" [1].
ولم تمضِ ثلاثة أشهر حتى تمَّ بناء هذه القلعة الضخمة الجبَّارة، في شكل مثلث سمك جدارها عشرون قدماً، في كل زاوية منها برج ضخم مغطَّى بالرصاص سمكه اثنان وثلاثون قدماً. ونصبت على الشاطئ مجانيق ومدافع ضخمة وقد صوَّبت أفواهها على القناة تمنع السفن من المرور، ومن ثمّ سمّيت هذه القلعة الجديدة: (بوغاز كسن) أي قاطع البوغاز، وعرفت بعد ذلك بـ (رومللي حصار) أو قلعة الرومللي، ووقفت أمام أختها القلعة التي بناها (بايزيد) على الشاطئ الآسيوي والتي تدعى: (كوزل حصار) أي القلعة الجميلة أو (أناطولي حصار) التي أمر الفاتح بترميمها وتقويتها.
وقد تمَّ بناء هذه القلعة الجديدة في شعبان سنة ست وخمسين وثمانمئة الهجرية (أواخر آب - أغسطس - 1452م). كان الهدف من بناء هذه القلعة الجديدة إلى جانب سيطرتها على [1] قريتو وولوس، تاريخ سلطان محمد ثاني. أحمد مختار، فتح جليلي قسطنطينية، وانظر: محمد الفاتح 46 - 47.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 392