اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 387
هذا التسامح من جانب محمد الفاتح، فانتهز أول فرصة للغدر به، فإن محمداً الفاتح لم يكد يجلس على عرش السلطنة، حتى ثار به إبراهيم أمير القرمان وأثار معه عدَّة أشخاص، زعم أنهم أبناء الأمراء القدامى لكرميان وإيدين ومنتشا، ودفعهم إلى هذه الأقاليم ليستولوا على ميراثهم. وبعث محمد الفاتح قوات لقتاله وسار هو في أثرهم. وفوجئ إبراهيم بهذا الزحف السريع، ووجد أنه أضعف من أن يناجز الجيش العثماني، فكفَّ عن القتال وتقدَّم إلى السلطان الفاتح بنفسه باكياً مستعطفاً، وقدَّم إليه ابنته توكيداً لخضوعه، وتعهد أن يخرج معه في حملاته المقبلة، على أن يحتفظ بإمارته. ورقَّ الفاتح لبكائه، وقبل منه ما طلب، وعفا عما كان منه [1].
وانتهز قسطنطين زحف محمد الفاتح إلى آسيا الصغرى لقمع ثورة إبراهيم أمير القرمان، فبعث إليه وفداً يطلب منه أن يدفع فوراً نفقات الأمير أورخان، ويدفعها مضاعفة، وإلا فإنه سيطلق سراح هذا الأمير ويثيره عليه ويمدّه بجيش من عنده ويجلسه على عرش السلطنة العثمانية!! ... ولا يبعد أن يكون ثمة تواطؤ وتآمر بين هذين الرجلين: إبراهيم وقسطنطين على الإيقاع بالفاتح والقضاء على دولته، وقد غرَّتهما حداثة سنه.
ولا يبعد أن يكون قسطنطين قد أراد إظهار عضلاته حتى يخيف الفاتح ويختبر حقيقة نياته المبيَّتة. [1] عاشق زاده تاريخي، صولاق زاده تاريخي، سعد الدين تاج التواريخ، منجم باستي.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 387