اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 354
وأُقيم للسلطنة نائب قوي هو الأمير عز الدين أيبك كبير المماليك البحرية، ليعاون شجرة الدر في تدبير الأمور. وبالرغم مما أبدته شجرة الدر من حزم وبراعة في تسيير أمور الدولة وتصفية الموقف مع الصليبيين وإجلائهم عن مصر، فقد كان جلوس امرأة على عرش مصر نذيراً بوقوع الفتن والاضطرابات، حيث أبى معظم الأمراء أن يحلفوا يمين الطاعة للملكة الجديدة. لذلك رأت شجرة الدر أن تتزوَّج من الأمير عز الدين أيبك، فلما لم تفلح هذه الخطوة في تهدئة الأمور، رأت أن تتنازل عن العرش لزوجها، فتولىَّ الأمير عز الدين أيبك عرش مصر باسم الملك المعز، وذلك في آخر ربيع الثاني سنة ثمان وأربعين وستمئة الهجرية [1] (1250م)، وحكم مصر زهاء سبع سنين.
وكانت شجرة الدر وراء زوجها تعاونه في تصريف الأمور، حتى دبَّ الخلاف بين الزوجين، لاعتزام المعز الزواج، فدبَّرت له شجرة الدر مؤامرة لاغتياله، ونفَّذتها في بيتها يوم الثلاثاء 23 من ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمئة الهجرية (1257م).
وتولَّى الملك المنصور، يوم الخميس الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمئة الهجرية (1257 م)، وكان عمره خمس عشرة سنة [2]، فلم يكن قادراً على تحمُّل أعباء المُلك في ظروف حرجة للغاية، إذ كانت البلاد مهدَّدة بالغزو التتري، لذلك خلعه قطز وتولَّى المُلْكَ مكانه، وكان هدفه: حرب التتار، وإنقاذ مصر بخاصة [1] انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 7/ 3 - 29. [2] انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 7/ 41 - 59.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 354