responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 339
وكان حليماً إلى أبعد الحدود، قال ابن شداد: " ... تقدم إليه مملوك، وعرض عليه قصته [1] لبعض المجاهدين، فقال له: ... أخِّرها ساعة ... "ولم يفعل المملوك، وقرب القصة إلى قريب من وجهه الكريم بيده، وفتحها بحيث يقرؤها، فوقف على الاسم المكتوب في رأسها فعرفه، فقال: رجل مستحق. فقال المملوك: يوقع المولى له، فقال: ليست الدواة حاضرة الآن.
"وكان جالساً في باب الخيمة بحيث لا يستطيع أحد الدخول إليها، والدواة في صدرها، والخيمة كبيرة، فقال له المخاطب: هذه الدواة في صدر الخيمة! ... وليس لهذا معنى إلاَّ أمره إياه بإحضار الدواة، فالتفت فرأى الدواة فقال: والله لقد صدق.
"ثم امتدَّ على يده اليسرى، ومدَّ يده اليمنى فأحضرها ووقَّع له، فقلتُ: قال الله تعالى في حقِّ نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وما أرى المولى إلاَّ قد شاركه في هذا الخلق، فقال ما ضرَّنا شيء ... قضينا حاجته، وحصل الثواب" [2].
وكان كثير المروءة، ندي اليد، كثير الحياء، مبسوط الوجه لمن يَرِدُ عليه من الضيوف، لا يرى أن يفارقه الضيف حتى يطعم عنده، ولا يخاطبه بشيء إلاَّ وينجزه.

[1] يريد: مذكرة كما يعبر عنها المصريون وعريضة كما يعبّر عنها العراقيون، وهي مذكرة مكتوبة، تفصل حاجة الطالب.
[2] النوادر السلطانية 28 - 29.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست