اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 337
يفاجئهم مُهِمٌّ، لعلمهم بأنه متى علم به أخرجه، وقد مات وليس في خزائنه إلا دريهمات ودينار واحد فقط [1]!.
وكان من أشجع الشجعان، قوي النفس، شديد البأس، عظيم الثبات، مسيطراً على أعصابه، لا يخيفه شيء. وكان لا بد له من أن يطوف حول العدوكل يوم مرة أو مرتين إذا كانت قواته قريبة من العدو، وكان في أثناء نشوب القتال يطوف بين الصفوف ويخترق العساكر من الميمنة إلى الميسرة ويرتِّب المقدِّمات ويأمرهم بالتقدُّم أو الوقوف في مواضع يراها، وكان في الحرب أقرب ما يكون إلى العدو [2].
لقد كان يقود رجاله من (الأمام)، وكان المثل الأعلى لهم بالشجاعة.
وكان شديد المواظبة على الجهاد، عظيم الاهتمام به، وقد كان الجهاد وحبه والشغف به قد استولى على قلبه وسائر جوانحه استيلاءً عظيماً، بحيث ما كان له حديث إلا فيه، ولا نظر إلا في آلته، ولا كان له اهتمام إلاَّ برجاله، ولا ميل إلا إلى مَن يذكره ويحثُّ عليه. ولقد هجر في محبة الجهاد في سبيل الله أهله وأولاده ووطنه وسكنه وسائر ملاذِّه، وقنع من الدنيا بالسكون في ظلِّ خيمة تهبُّ بها الرياح يمنة ويسرة.
وكان الرجل إذا أراد أن يتقرَّب إليه يحثّه على الجهاد أو يذكر شيئاً من أخبار الجهاد، وقد أُلِّفت له كتب عدة في الجهاد، وكان كثيراً ما يطالع هذه الكتب. [1] انظر التفاصيل في: النوادر السلطانية 17 - 18. [2] انظر التفاصيل في: النوادر السلطانية 19 - 20.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 337