responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 333
وجاء اليوم الموعود، فمات البطل صلاح الدين في ليلة الأربعاء، السابع والعشرين من صفر سنة تسع وثمانين وخمسمئة الهجرية (4 من آذار - مارس - 1193م) وهو في السادسة والخمسين من عمره، فكان يوماً لم يصب المسلمون والإسلام بمثله منذ فُقِدَ الخلفاء الراشدون، وغشي القلعة ودمشق والدنيا من الوحشة ما لا يعلمها إلاَّ الله تعالى.
قال بهاء الدين بن شداد صاحب النوادر السلطانية: "وبالله لقد كنتُ أسمع من بعض الناس أنَّهم يتمنَّون فداء مَن يعزُّ عليهم بنفوسهم، وما سمعت هذا الحديث إلا على ضربٍ من التجوُّز والترخص إلاَّ من ذلك اليوم، فإنِّي علمت من نفسي ومن غيري لو قُبِل الفداء لفدي بالنفس" [1].
وقد دفن - رضي الله عنه - في دمشق، وقبره معروف.

9 - الإنسان:
كان حَسن العقيدة، كثير الذكر لله تعالى، شديد المواظبة على الصلاة بالجماعة. وكان إذا مرض يستدعي الإمام وحده ويكلِّف نفسه القيام ويصلي جماعة، وكان يواظب على السنن والنوافل، وكانت له ركعات يصلِّيها إن استيقظ ليلاً، وإلاَّ أتى بها قبل صلاة الفجر، وما كان يترك الصلاة مادام عقله عليه، وكان إذا أدركته الصلاة وهو سائر نزل وصلَّى.

[1] النوادر السلطانية 246، وكان بهاء الدين بن شداد قاضياً لعسكر صلاح الدين، وقد لازمه خلال الحقبة الأخيرة من حياته التي قضاها في الشام، وخالطه مخالطة تامة، وقد روى سيرته في كتابه: (النوادر السلطانية) عن مشاهدة، لذلك اعتُبرت سيرته هذه أوثق المراجع التاريخية عن صلاح الدين.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست