responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 255
عسكر عقبة مضمراً للغدر، فلما أرسل إليه الروم أظهر ما كان يضمره وجمع أهله وبني عمه وقصد عقبة، فقال له أبو المهاجر دينار [1] الذي كان أميراً على إفريقية قبل ولاية عقبة الثانية، وكان يومها موثقاً في الحديد: "عاجله قبل أن يقوي جمعه"، فأطلق عقبة أبا المهاجر وقال له: "الحقْ بالمسلمين وقم بأمرهم، وأنا أغتنم الشهادة"، فلم يفعل وقال: "وأنا أيضاً أريد الشهادة". وكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم، وتقدموا إلى البربر وقاتلوهم، فقُتِل المسلمون جميعهم [2] ومعهم عقبة، وقُتِل معه زهاء ثلاثمئة من كبار الصحابة والتابعين في أرض الزاب بـ (تهوذة) [3] سنة ثلاث وستين الهجرية [4] (683 م).
ج) وتولَّى القيادة بعد عقبة: زهير بن قيس البلوي، فاستطاع قتل (كسيلة) والقضاء على مقاومة البربر. وعاد إلى (القيروان) فأبى أن يقيم بها وقال: "إني ما قدمت إلا للجهاد، وأخاف أن أميل إلى الدنيا فأهلك"، وكان من رؤساء العابدين وكبراء الزاهدين، فترك القيروان وانصرف عنها، وأمَّ بها كثيراً من أصحابه [5].
ترك (القيروان) آمنة، لخلو البلاد من عدو ذي شوكة، ورحل في جمع كثير إلى مصر، فبلغ الروم خروجه من (إفريقية) إلى (برقة)،

[1] انظر ترجمته في: قادة فتح المغرب العربي الكبير 1/ 137 - 149.
[2] ابن الأثير 4/ 43.
[3] الاستقصا 1/ 24.
[4] سير أعلام النبلاء 3/ 349، والبداية والنهاية 8/ 217، والإصابة 5/ 81.
[5] ابن الأثير 4/ 44، والبيان المغرب 1/ 20، والاستقصا 1/ 81، ورياض النفوس 1/ 31.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست