اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 249
أجارهمُ من بعد ذلٍّ وقلةٍ وخوف شديد والبلاد بلاقع فجاز جوار (العبد) بعد اختلافنا وردّ أموراً كان فيها تنازع إلى الركن والوالي المصيب حكومة فقال بحق ليس فيه تخالع" [1] وفي معركة (نهاوند) [2] قاتل النعمان بن مُقرّن المزنيّ [3]، وكان قائد المسلمين، حتى استشهد، فتناول الراية أخوه نُعَيم بن مُقرّن المزني [4]، قبل أن تقع، وسجّى النعمان بثوب، وكتم مصاب أخيه [5]، حتى لا يؤثر موته في معنويات رجاله.
وانتصر المسلمون، وفتحوا (نهاوند)، فجعلوا يسألون عن أميرهم النعمان، فقال لهم أخوه مَعْقِل: "هذا أميركم، قد أقرّ الله عينيه بالفتح وختم له بالشهادة".
ودخل المسلمون (نهاوند) فاتحين بعد هزيمة الفرس، وبذلك انتهت معركة (نهاوند) الحاسمة، التي أطلق عليها المؤرخون بحق اسم: (فتح الفتوح) [6].
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بالمدينة يتسقَّط أنباء المسلمين لا يكاد يذوق النوم إلا غراراً، فلما جاءه رسول المسلمين من (نهاوند) سأله: "ما وراءك"؟ قال: "البشرى والفتح". وسأل عمر: [1] معجم البلدان 3/ 150. [2] نهاوند: مدينة عظيمة في قبلة همذان، بينهما ثلاثة أيام، انظر التفاصيل في معجم البلدان 8/ 329، والمسالك والممالك 118، وآثار البلاد وأخبار العباد 471. [3] انظر تفاصيل سيرته في: قادة فتح بلاد فارس 97 - 107. [4] انظر تفاصيل سيرته في: قادة فتح بلاد فارس 123 - 129. [5] الطبري 3/ 217. [6] المصدر السابق 3/ 219.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 249