اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 240
وقاد خالد بن الوليد - رضي الله عنه - معركة (اليرموك) الحاسمة، فلما تولى الخلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، عزل خالداً عما كان عليه، وولَّى أبا عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - مكان خالد [1]. فقد كتب عمر إلى أبي عبيدة بعقده وولايته على الشام مكان خالد، وصيّر خالداً موضع أبي عبيدة [2].
ولكن أبا عبيدة لم يخبر خالداً بعزله إكراماً له وإجلالاً [3]، فلما علم خالد بعزله، قال للناس عن أبي عبيدة: "بعث عليكم أمين هذه الأمَّة". وقال أبو عبيدة عن خالد: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خالد سيف من سيوف الله ... نِعْمَ فتى العشيرة" [4]. ويومئذ قال خالد قولته المشهورة: "لا أقاتل من أجل عمر، ولكن أقاتل من أجل إعلاء كلمة الله"، فكان له بلاء وغناء وإقدام حتى توفي [5].
تلك دروس قيمة من السلف الصالح: قائد كان له في حرب الروم والفرس أثر شديد [6]، يعزله الخليفة ثم يقول: "إني لم أعزل خالداً عن سخط ولا عن خيانة، ولكن الناس فخَّموه وفُتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، [1] طبقات ابن سعد 8/ 397. [2] اليعقوبي 2/ 117. [3] ابن الأثير 2/ 207، وفي رواية أخرى أن خالداً علم بعزله قبل أبي عبيدة؛ انظر الطبري 2/ 595. [4] الإصابة 2/ 99، وأسد الغابة 3/ 85، والاستيعاب 2/ 794. [5] طبقات ابن سعد 8/ 397. [6] الإصابة 2/ 98، وأسد الغابة 7/ 95.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 240