responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 230
القبائل في البادية تتسابق إلى الردة في أنحاء الجزيرة العربية، وكان جند أسامة يودون لو استبدل به أميراً غيره، وكان أسامة أول من يشك في طاعة القوم إياه ويترقب أن يخلفه على البعثة أمير سواه.
تمرُّدٌ أو نذيرٌ بتمردٍ في كل مكان!.
وطاعةٌ واجبة هنا حيث نبغ التمرد، أو لا سبيل إلى واجب بعد ذلك يطاع. وهنا تسعف الصدِّيق طبيعةٌ هي أعمق الطبائع فيه، فيقول وقد خوّفوه الخطر على المدينة المنورة وجيش أسامة يفارقها: "والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! ولو أن الطير تخطَّفتنا والسباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين، لأجهزنّ جيش أسامة ... ".
فلا خطر إذن - في نظر الصديق - أكبر من خطر الاجتراء على حق الطاعة في تلك الآونة، ولو جرّت الكلاب بأرجل البنات والأمهات.
لقد رأى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، أن العصمة - حق العصمة - في رأي واحد لا رأي قبله ولا بعده، وهو الطاعة في غير تردد ولا هوادة ولا إبطاء.
وقد ضرب المثل الأعلى في الطاعة التي أرادها، فشيَّعَ جيش أسامة وهو ماشٍ على قدميه، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - يقود دابته بجواره، فقال أسامة: "يا خليفة رسول الله! والله لتركبنَّ أو لأنزلنَّ"، فقال: "والله لا تنزل، ووالله لا أركب، وما عليَّ أن أُغبِّر قدميَّ في سبيل الله ساعة".

اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست