اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 228
[2] - بعث أسامة:
والتحق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى، وتولى أبو بكر الخلافة، فكان أول أمر أصدره بعد أن تمت له البيعة بالخلافة: "أنفذوا بعث أسامة".
ولكن أسامة طلب من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يرجع إلى المدينة ليستأذن أبا بكر في رجوع الناس قائلاً: "ارجع إلى خليفة رسول الله، فاستأذنه يأذن لي أن أرجع بالناس، فإن معي وجوه الناس وحدَّهم [1]، ولا آمن على خليفة رسول الله وثقل [2] رسول الله يتخطفهم المشركون".
وأبلغ ابن الخطاب - رضي الله عنه - رسالة أسامة إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فلم يلبث حين سمعها أن ثار ثائره وقال: "لو خطفتني الكلاب والذئاب، لم أردَّ قضاءً قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". كما رفض أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - رفضاً قاطعاً أن يؤمّر على الجيش غير أسامة قائلاً لعمر بن الخطاب: " ... استعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتأمرني أن أنزعه؟! " [3]. وقال الناس لأبي بكر: "إن هؤلاء جند المسلمين، والعرب على ما ترى، فقد انتقضت بك، فلا ينبغي أن تفرق جماعة المسلمين عنك"، فأجابهم أبو بكر: "والذي نفسي بيده، لو ظننت أن السباع تخطفني، [1] حَدُّ الناس: أصحاب النجدة والبأس منهم. وحدّ الرجل: بأسه ونفاذه في نجدته. [2] الثقَل: المتاع. والثقل: الشيء النفيس الخطير. ويريد: أمهات المؤمنين وآل النبي - صلى الله عليه وسلم -. [3] الطبري 2/ 462.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 228