اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 204
قال عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بعد إسلامه لأبيه: "لقد أهدفت لي يوم (بدر) مراراً، فصدفت عنك"، فقال أبو بكر الصديق: "لو هدفت لي لم أصدف عنك" [1].
وفي يوم (بدر) قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه وكان مشركاً [2].
3 - في أُحُد:
وفي يوم (أحد) استثار النبي - صلى الله عليه وسلم - روح المنافسة الشريفة بين أصحابه، فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه"؟ فقام إليه رجال فأمسكه عنهم، حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة أخو بني ساعدة، فقال: "وما حقه يا رسول الله"؟ قال: "أن تضرب به العدو حتى ينحني"، قال: "أنا آخذه يا رسول الله بحقه"! فأعطاه إياه. وكان أبو دجانة رجلاً شجاعاً يختال عند الحرب [3] إذا كانت، وكان إذا أعلم بعصابة حمراء فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل. ولما أخذ السيف من يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخرج عصابته تلك فعصب بها رأسه، ثم جعل يتبختر بين الصفين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن" [4].
وقال الأنصار حين رأوا أبا دجانة يخرج عصابته الحمراء: "أخرج أبو دجانة عصابة الموت"، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها، فخرج وهو يقول: [1] السيرة الحلبية 2/ 192. [2] الإصابة 4/ 11، والسيرة الحلبية 2/ 178. [3] يختال عند الحرب: هو من الخيلاء، وهو الزهو. [4] سيرة ابن هشام 3/ 11 - 12، وانظر أسد الغابة 2/ 352.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 204