اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 187
في المَدينَة
1 - المجتمع الجديد:
أ- وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بالخروج من مكة إلى المدينة والهجرة إليها واللحوق بإخوانهم من الأنصار، وقال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها"، فخرجوا أرسالاً [1].
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال: "تآخَوْا في الله أخوين أخوين" [2]، فقال سعد بن الربيع لعبد الرحمن بن عوف: "إني من أكثر الأنصار مالاً، وأنا مقاسمك، وعندي امرأتان، فأنا مطلِّق إحداهما، فإذا انقضت عدَّتها فتزوَّجها"، فقال عبد الرحمن: "بارك الله لك في أهلك ومالك" [3].
وقد وصف عبد الله بن عمر بن الخطاب هذه المؤاخاة بقوله: "لقد رأيتنا وما الرجل المسلم بأحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم".
وقال المهاجرون: "يا رسول الله! ما رأينا مثل قوم قدِمنا عليهم أحسن مواساة في قليل ولا أحسن بذلاً في كثير: كفَوْنا المؤونة وأشركونا في [1] سيرة ابن هشام 2/ 86. [2] المرجع السابق 2/ 124. [3] أسد الغابة 2/ 278، وعيون الأثر 1/ 203.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 187