responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 124
نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان 76: 8 - 9].
وعلَّم الإسلام أتباعه، أن الحرب إذا انتهت باستسلام العدو وانتصار المسلمين، فلا عدوان على الأعراض، ولا تخريب للمدن، ولا استلاب للأموال، ولا إذلال للكرامات، ولا اندفاع وراء الثأر والانتقام؛ وإنما هو الإصلاح والتحرير والعدالة ونشر الخير ومكافحة الشر [1]، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج 22: 41].
وحثَّ الإسلام بصورة خاصة على المحافظة على العهود، وأوجب الوفاء بها، وحرَّم الخيانة فيها والعمل على نقضها، وأرشد إلى أن القصد منها إحلال الأمن والسلم محل الاضطراب والحرب. وحذر أن تكون وسيلةً للاحتيال على سلب الحقوق والوقيعة بالضعفاء. قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا
وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ 91 وَلاَ تَكُونُواْ
كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن
تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} [النحل 16: 91 - 92].
وأمر الإسلام أن تكون الحرب لإقرار الحق وإزهاق الباطل لتحرير الضعفاء والمضطهدين، لذلك يقتضي أن تضيق حدودها حتى لا يصطلي بنارها إلا من حمل السلاح وبدأ العدوان، فلا تؤخذ أمة العدو كلها بجريرة جيشها أو حكامها. قال تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة 2: 190].

[1] مصطفى السباعي: نظام السلم والحرب في الإسلام - بيروت 1373هـ.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست