responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
أرض الميعاد، بل كل هذا المجهود الفذ الذي قام به موسى عليه السلام لتخليص قومه من الذل والخنوع والاستعباد ما كان لينجح لولا توفيق الله عَزَّ وَجَلَّ ومعجزة شق البحر، وإغراق فرعون وجنوده وهم يكادون يمسكون بالهاربين [1].
لقد كان للأثر السياسي والاجتماعي ومظاهر البيئة الخارجية والداخلية تأثير في اتخاذ أسلوب الهجرة السرية لموسى وقومه، وعلى الشعوب المستضعفة: أن تعمل ما في جهدها وطاقتها ووسعها وتوقن أن نصر الله قادم ما دامت تريد أن تعبد الخلاق العليم على نهجه وشرعه ودينه القويم, لقد حان وقت هلاك فرعون اللعين ونجاة موسى الكليم ومن معهم من المؤمنين:
قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبعُونَ - فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ - إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ - وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ - وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ - فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ - وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ - كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ - فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ - فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ - قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ - فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ - وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآَخَرِينَ - وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ - ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآَخَرِينَ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 52 - 68].
إن الآيات الكريمة توضح لنا سنة من سنن الله الماضية والجارية في المجتمعات والشعوب والأمم ألا وهي سنة إنجاء المؤمنين المصدقين من أوليائه، المعترفين برسالة رسله وأنبيائه، وإهلاك الكافرين المكذبين لهم من أعدائه، وتتضح سنة أخرى ألا وهي سنة الاستدراج وكيف أن المولى عَزَّ وَجَلَّ قرب فرعون وجنوده وأدناهم بل وسلب عقولهم بحيث إنهم تابعوا موسى وقومه, ونقف مع الرسول الكريم في قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" هنا دلالة مهمة ألا وهي:

[1] انظر: في نظريات التغيير، منير شفيق، ص (1).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست