responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 573
قد أتى بضد المقصود، مثل من نصبته ليعينك على عدوك فأعان عدوك عليك، وبمنزلة من أخذ مالا يجاهد به في سبيل الله، فقاتل به المسلمين» [1].
وواضح من كلامه -رحمه الله- أن واجب الولاة إقامة هذه الشعيرة وتمكين الناس من أدائها، لا منعهم منها.
إن الأمة لا تكون خير أمة أخرجت للناس إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله. وبإقامة هذه الشعيرة تتوطد دعائم المجتمع الإسلامي على أسس الحق والخير، وبه تقمع دعاوى المناوئين والمشاغبين على نهج الإسلام, قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110].
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو عنوان خيرية هذه الأمة، حتى إن الآية قدمته في الذكر قبل الإيمان، لأن الإيمان والدين لا يحفظان في حياة المسلمين دون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومما يدل على أن الدين يضيع إذا لم يأتمر الناس بالمعروف ويتناهون عن المنكر ما حدث لبني إسرائيل، إذ كان إهمالهم لتلك الفريضة بداية النهاية لفقدهم رتبة التفضيل على ألسنة الرسل، كما قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ - كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].
إن من واجبات الدولة المسلمة العمل على إحياء هذه الشعبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وإعداد من يقوم عليها فقها، وخلقا، وتفرغا، واحتسابا لوجه الله تعالى.
بل إن الدولة تقوم بإنشاء هيئة خاصة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها مؤسساتها ونظمها وقوانينها ولوائحها, تقوم هذه الهيئة بإلزام الناس بمنهج الإسلام

[1] مجموع الفتاوى (28/ 303).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 573
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست