responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 516
القوة والضعف، والسلامة والمرض، ولكنها لم تتنازل أبدا عن سر بقائها وهو دستورها الوحيد المتمثل في الكتاب والسنة، إن أجيال المسلمين في الماضي البعيد، والحاضر القريب توقن إيقانا راسخا بأن هناك ارتباطا وثيقا بين دولة الإسلام وعقيدة الإسلام، فقوة الدولة رفعة للعقيدة، وحماية للعقيدة، ومما يدل على عمق الشعور بالارتباط بين الدولة والعقيدة لدى جماهير المسلمين خلال التاريخ الإسلامي أنه -وكما هو موجود بكثرة في كتب الحديث والسير والتاريخ- كان علماء المسلمين وقواد جيوشهم وأفاضل كل عصر، إذا بايعوا الخليفة منذ عهد أبي بكر فمن بعده يبايعونه على كتاب الله وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فربطوا البيعة بالكتاب والسنة لتظل الدولة قائمة عليهما، ولتستمد بقاءها ومبرر وجودها من الحفاظ عليهما.
إن دولة الإسلام تمثل بين سائر الدول الدولة الصالحة القائمة على العقيدة والشريعة ولابد لدولة الصلاح أن تكون أركانها ودعائمها صالحة كلها، ولذلك من أهداف التمكين تحقيق هذه الدعائم المتمثلة في نظام حكم شرعي ورعية صالحة ملتزمة بشرع الله، وحاكم صالح يسهر ويجتهد من أجل تحكيم شرع الله وإليك بيان هذه الدعائم.
أ- نظام الحكم الشرعي: (الحاكمية):
إن النظام الإسلامي في الحكم يرتبط ارتباطا وثيقا بالدين وأخلاقه وعقيدته, فالواقع العملي يدل على ذلك، فخاصة المسلمين في كل عصر منذ عهد أبي بكر - رضي الله عنه - وطيلة عهود الخلافة كانوا يبايعون الخلفاء والأمراء على كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويجعلون ذلك أساس الارتباط مع الدولة فكلما تمسك الولاة بالشريعة قويت الآصرة بينهم وبين خاصة الأمة, وبالتالي عامتها، ولقد اقترنت السياسة بالدين في الإسلام وارتبطت العقيدة الصحيحة، ولم يبق في الأرض عقيدة سليمة غيرها، وارتبطت بالمعايير الأخلاقية التي لا تستمد إلا

اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 516
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست