responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 298
إن الجهل من الأسباب المؤدية إلى الاختلاف والتفرق والابتعاد عن الحق والبعد عنه ورده، وبالتالي تأخير نصر الله وتمكين دينه في الأرض، ولذلك لابد من معرفة أسباب الجهل ومن ثم معالجتها، ومن أخطر الأمور أن يكون على مقدمة الحركة الإسلامية قيادة تجهل كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , ولا تعطي للعلماء أي وزن أو اهتمام، بل تعمل على تهميشهم والنيل منهم، وتجعل من عقولهم وأهوائها مصادر للاجتهادات الحركية والفكرية والسلوكية، ومن المعلوم أن ما سوى الشرع موزون وليس بميزان، ومحكوم وليس بحاكم، ولذلك وقع كثير من العقلانيين ومن المتصوفة وغيرهم في
التخبط والضلال والبدع, وبالتالي ساهموا في تفريق الأمة وتشتيتها وإبعادها عن تحكيم شرع ربها.
والدواء النافع للجهل هو العلم، وقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة في الحث على طلبه والثناء على أهله وذكر فضله [1].
جـ- الهوى:
عرف أهل اللغة الهوى بأنه: «محبة الإنسان للشيء وغلبته على قلبه» [2].
وأما في الاصطلاح: ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع [3].
ويعتبر اتباع الهوى من أهم الأسباب في نشأة الكثير من الفرق الضالة، والطوائف المنحرفة، لأن أصحاب هذه الفرق قدموا أهواءهم على الشرع أولا، ثم حاولوا جاهدين أن يستدلوا بالشريعة على أهوائهم، وحرفوا النصوص والأدلة لتوافق ما هم عليه من البدع، فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها، بل اعتمدوا على آرائهم وعقولهم في تقرير ما هم عليه، ثم جعلوا الشريعة مصدرا

[1] انظر: وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق ص171.
[2] لسان العرب (15/ 371).
[3] التعريفات للجرجاني، ص257.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست