اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 297
الألوهية، وتطاول على الله عز وجل، وفيه إضلال للعباد، وصدٌّ لهم عن دين الله الحق، قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 144].
وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنْزَلَ اللهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59].
وقال تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111].
وقال تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأحقاف: 4].
وهذه تربية للمؤمنين، ودعوة للناس أجمعين، بأن يأخذوا الحق ويبحثوا عنه من مصدره الصحيح وهو الوحي فقط لا غير، وأن أي شيء لم يقم عليه دليل ولا برهان من وحي الله فإنه باطل مرفوض, وإذا انتقلنا إلى السنة النبوية، وجدنا إخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن من أشراط الساعة قبض العلم وظهور الجهل، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل» [1].
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رءوسا جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضَلُّوا وأضلوا» [2].
وقال النووي رحمه الله: (هذا الحديث بين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه، ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالا بجهالاتهم فيضلون ويضلون) [3]. [1] البخاري كتاب العلم، باب: رفع العلم، وظهور الجهل (1/ 33) رقم 80. [2] البخاري كتاب العلم، باب: كيف يقبض العلم (1/ 39) رقم 100. [3] شرح النووي، كتاب العلم، باب: رفع العلم وقبضه (2/ 336، 337) رقم 2136.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 297