اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 268
ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك, فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] فأمده الله بالملائكة [1] .. وهكذا كان يدعو الله في جميع معاركه ومن ذلك قوله: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم» وكان يقول عند لقاء العدو «اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أجول، وبك أصول، وبل أقاتل» [2].
ج- الإخلاص:
ويظهر في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28] ولابد عند إعداد الأفراد إعدادا ربانيا أن يتربى المسلم على أن تكون أقواله وأعماله وجهاده كلها لوجه الله وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، من غير نظر إلى مغنم أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر, وحتى يصبح جنديا من أجل العقيدة والمنهج الرباني ولسان حاله قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} [الأنعام: 162].
إن الإخلاص ركن من أركان قبول العمل، ومعلوم أن العمل عند الله تعالى لا يقبل إلا بالإخلاص وتصحيح النية وبموافقة السنة والشرع.
وبالإخلاص تتحقق صحة الباطن، وقد جاء فيه قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنما الأعمال بالنيات» [3] فهذا هو ميزان الباطن، وأما في موافقة السنة، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» [4]. [1] مسلم (3/ 1383) كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة (3/ 1383) رقم 1763. [2] صحيح أبي داود (2/ 499) كتاب الجهاد، باب: ما يدعي عند اللقاء (2/ 499) رقم 2291. [3] صحيح أبي داود (2/ 286). [4] البخاري (5/ 172)، كتاب آيات القرآن، باب: إن الناس قد جمعوا (5/ 203).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 268