اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 263
6 - وأنه سبحانه يبتلي عباده بأمور تخالف ما يحبون، وما يهوون، ليعرف الناس معادنهم، من منهم يرضى بقضاء الله وقدره، ويسلم له ظاهرا وباطنا، فيكون جديرا بالخلافة والإمامة والسيادة، ومن منهم يغضب ويسخط، فلا يساوي شيئا، ولا يسند إليه شيء: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك: 2].
7 - وأنه سبحانه يوفق ويؤيد وينصر من لجأ إليه، ولاذ بحماه، ونزل على حكمه في كل ما يأتي وما يذر: {إِنَّ وَلِيَّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196].
8 - وأنه وأن حقه سبحانه وتعالى على العباد أن يعبدوه، ويوحدوه، فلا يشركوا به شيئا: {بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 66].
9 - وأنه - سبحانه - حدد مضمون هذه العبودية، وهذا التوحيد في القرآن العظيم.
وظل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يطرق معهم هذه الجوانب، ويكرر على أصحابه ومن آمن به, ويفتح عيونهم عليها من خلال الكتاب المنظور، والكون المسطور حتى خشعت قلوبهم وسمت أرواحهم, وطهرت نفوسهم، ونشأ لديهم تصور وإدراك لحقيقة ومضمون الألوهية يخالف تصورهم الأول، وإدراكهم القديم [1].
واهتم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بغرس حقيقة المصير وسبيل النجاة لأصحابه موقنا أن من عرف منهم عاقبته، وسبيل النجاة والفوز في هذه العاقبة، سيسعى بكل ما أوتي من قوة ووسيلة لسلوك هذا السبيل، حتى يظفر غدا بهذه النجاة, وذلك الفوز، وركز - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا البيان على الجوانب التالية:
1 - أن هذه الحياة الدنيا مهما طالت فهي إلى زوال، وأن متاعها مهما عظم، [1] انظر: منهج الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غرس الروح الجهادية، د. سيد نوح، ص10: 160.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 263