اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 231
أما حقيقة الشرك بالله: (أن يعبد المخلوق كما يعبد الله, أو يعظم كما يعظم الله, أو يصرف له نوع من خصائص الربوبية والألوهية) [1].
أما أقسام الشرك فقسمه العلماء إلى نوعين: شرك في الربوبية, وشرك في الألوهية قال السعدي -رحمه الله-: (الشرك نوعان: شرك في ربوبيته تعالى كشرك الثانوية الذين يثبتون خالقًا مع الله, وشرك في ألوهيته, كشرك المشركين الذين يعبدون الله ويعبدون غيره ويشركون بينه وبين المخلوقين, ويسوونهم مع الله في خصائص ألوهيته) [2].
لقد وردت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة في التحذير من الشرك, وبيان خطره, وأنه أعظم ذنب عصى الله به, وأنه لا أضل من فاعله, وأنه مخلد في النار أبدًا لا نصير له ولا حميم ولا شفيع يطاع, قال تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ وَمَن يُّشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء:48].
وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النساء:116]، وقال تعالى: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
والأحاديث الواردة في ذم المشركين كثيرة منها:
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار» [3]. [1] الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة لعبد الرزاق العباد, ص 178. [2] الرياض الناضرة للسعدي, ص244. [3] مسلم, كتاب الإيمان, باب: من مات لا يشرك بالله شيئًا (1/ 94) رقم 92.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 231