responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 227
أما الأثر الاجتماعي لفريضة (الحج) فواسع شامل, ولا زالت آثاره تظهر كل يوم بجديد من حكمة الله تعالى في تشريعه, وقد أشار القرآن الكريم إلى كثير من ذلك, قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 198].
روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال: (كانت عكاظ, ومجنة, وذو المجاز أسواقًا في الجاهلية, فتأتموا أن يتجروا في موسم الحج, فسألوا رسول الله فنزلت الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} [البقرة: 198] [1] , وقال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ - لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ} [الحج:28،27].
والمنافع المشهودة كلمة جامعة تشمل المنافع الروحية والمادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, والاقتصادية وسائر ما يطلق عليه اسم (المنفعة) , وقد جعلت غاية من غايات الحج وتقديمها على ذكر الله تعالى إيذان ببالغ أهميتها في مراتب المنافع والحكم الشرعية, وإن من أعظم هذه الفوائد جمع أطراف الأمة المسلمة كل عام, وما يحققه من استنفار جزء من كل إقليم سنويًا ليركبوا الأخطار والأسفار, ويقطعوا السهول والقفار, أو يمتطوا الأجواء والبحار, ويتركوا الأولاد والأهل والديار فيجتمع المسلمون من أطراف الأرض, ويلتقي الشرقي بالمغربي, والمصري بالهندي, في مؤتمر جامع, ورحلة مباركة, وليحققوا عمليًا دعوة القرآن بالسير في الأرض, والسياحة في الآفاق, ومطالعة المشاهد المقدسة, ومنازل الوحي, وآثار النبوة منذ أبي الأنبياء إبراهيم إلى خاتمهم محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم مدارج الصحابة رضي الله عنهم, التي تهب على المسلمين منها روح الإخلاص, والبذل, والعطاء والانقياد المطلق لأمر الله عز وجل [2].

[1] رواه البخاري, كتاب التفسير, باب: ليس عليكم جناح (5/ 186) رقم 4519.
[2] انظر: المنهاج القرآني في التشريع: 465.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست