اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 151
على المعمورة وقت لم يكن فيها لسليمان ندٌّ منازع في الحكم والملك ولا شبيه مماثل في العلم والحكمة.
لقد تحدثت الآيات الكريمة عن صفات وأحوال سليمان الحكيم, فهي صفات وأحوال تحكي مواقف حاكم مسئول عن إدارة شئون الأرض, لما عليها من مخلوقات, فهل كانت هذه المسئوليات الهائلة التي تكاد تتصور في عصرنا, هل كانت عقبة أمام سليمان في سلك المنهاج القيم للحكم, والطريق الناجح في الإدارة؟ بالقطع لا. بل كان عليه السلام يدير هذه المملكة الشاسعة أحسن ما يدير الفرد شئونه مع أسرته في
بيته الصغير.
ومن خلال هذا السياق القرآني لسيرة سيدنا سليمان عليه السلام نستخلص دروسًا وعبرًا في كيفية المحافظة على دولة الإيمان, وما وظائفها في الحياة, وما هي وسائل قوتها.
إن قصة سليمان عليه السلام وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع, في سورة النمل وص وسبأ, وكانت الآيات الكريمة في سورة النمل تتحدث عن حلقة من حلقات حياة سليمان عليه السلام؛ حلقة قصته مع الهدهد وملكة سبأ, يمهد لها السياق القرآني بما يعلنه سليمان على الناس من تعليم الله له منطق الطير, وإعطائه من كل شيء, وشكره لله على فضله المبين, ثم مشهد موكبه مع الجن والإنس, والطير, وتحذير نملة لقومها من هذا الموكب, وإدراك سليمان لمقالة النملة, وشكره لربه على فضله, وإدراكه أن النعمة ابتلاء, وطلبه من ربه أن يجمعه على الشكر والنجاح في هذا الابتلاء, لقد أشارت الآيات الكريمة إلى بداية التمكين, ومظاهر التمكين, وكيفية المحافظة على التمكين, وصفات القيادة الربانية الممكن لها.
أ- بداية التمكين:
بدأ التمكين بتلك الإشارة: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً" وقبل أن تنتهي
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 151